الأربعاء، ديسمبر ٠٥، ٢٠١٢

كيف تحط على معارضيك فى عشرة خطوات.....المانيوال الاخوانى!



الخطوة الأولى: ادع بأن هناك مؤامرة مجهلة لقلب نظام الحكم واختر ما شئت من أعدائك لتلبسه اياها حسب الطلب والظروف (معارضة، فلول،قضاة،عسكر،بتنجان عروس....الخ) مع استخدام الفاظ من قبيل (مؤامرة جهنمية للاطاحة بمرسى، مخطط الفلول لإعادة مبارك وطنطاوى....الخ) وتذكر ألا تعط الكثير من  الحقائق أو التفاصيل وتيقن أن المصريين سيصدقونك.....المصريون لا يحبون التفاصيل كثيرا!!

الخطوة الثانية: اعلن عن مليونية ثم اسحبها، ثم اعلن مليونية لأخرى ثم اسحبها، لكن تذكر عند سحبها أن تسحبها فى اللحظة الأخيرة متبعا الأسلوب السينمائى الشهير (الكليف هانجر)....المصريون يحبون السسبنس كثيرا!!

الخطوة الثالثة: أصدر جريدة لا يقرأها أحد وفضائيات لا يشاهدها سوى منتجيها ولا تنزعج اذا علمت أن مرتجع الأولى أكبر من مشاهدى الثانية، ثم هات أراجوزا مثل نبيه الوحش واجعله ضيفا، ودلدولا مثل عاطف الرشيدى واجعله مذيعا، ومهزأ مثل خالد عبد الله واجعله مقدم برامج توك شو، واجلب ما استطعت من أشباهك من الضيوف المشوهين نفسيا والمكبوتين جنسيا ليهزوا رؤوسهم موافقة على ما تقول وضاحكين على تلميحاتك الجنسية البذيئة، ثم لاتتس أن تشتم مخالفيك وتذكر الله كثيرا فى نفس الوقت.....المصريون يحبون الكومبو كثيرا!!!

الخطوة الرابعة: احشد مليونية لاى سبب و أعد اكبر قدر من شيوخك ووعاظك ومطبليك ومنافقيك ولحاسى نعالك وبواسى  لحاك واجمعهم على منصة واحدة ليسبوا ويشتموا ويخوضوا فى اعراض خلق الله بالفاظ الغرز وعلب الليل.....ثم جرجر أكبر قدر ممكن من خرفانك تحت اسم (الشريعة)، فلو كانت المظاهرة دعما لمرسى فهى (جمعة الشرعية والشريعة)، وان كانت من أجل عودة الدورى فهى (جمعة الدورى والشريعة)، وان كانت احتجاجا على اختفاء مرهم الكيناكومب من السوق فهى بحق (مليونية التسلخات والشريعة) ، وتذكر أنه تحت اسم الشريعة سيأتيك أى مصرى من كل فج عميق....سيأتيك فريد الزمر من الصعيد ولو كان هاجعا وسيهرول اليك البلكيمى من مستشفى سلمى ولو كان مبنجا وسيزحف اليك على ونيس من على طريق قليوب الزراعى ولو كان جنبا......المصريون يحبون الشريعة كثيرا!!!

الخطوة الخامسة: سلط خرفانك لتلفيق الشائعات على معارضيك قدر ما يقدرك المولى عزوجل، ولا مانع من اختيار شخصيات هلامية لا ذكر لها (مثل المدعو احمد غانم) لفبركة اشاعات منحطة مثل اشاعته المفضوحة عن تخويف حمدين صباحى للمستثمرين الأمريكان من الاستثمار فى مصر والاستمرار فى نشر تويتاته وكأن المذكور من علامات الفكر والتفكير!! ، وتذكر أنه كلما كان الخروف يحمل كلمة دكتور كلما صدقه الشعب......المصريون يصدقون الدكاترة كثيرا!!!

الخطوة السادسة: اختر عدوا مرحليا وليكن (س)، وابدأ هجومك عليه بتلك البداية المكررة الى درجة الملل ببلاغ من عصام سلطان يتهمه بسرقة 30 الف فدان على طريق (الهئ مئ) ، ثم تويتة من عصام العريان بوجود مكالمات مسجلةل لمذكور مع أحد أقطاب الفلول وهو السيد (البربئ)، ثم اختمها بلقاء مع كائنات هاموشية مثل نبيه الوحش يتهم فيه المذكور بأنه يمتلك ملهى (الخربئ) والذى يقدم حريما مع المشروب ويغش فى السبرتو (والعياذ بالله!)، ثم لا تنس أن تضع للمذكور فيديوهات على اليوتيوب تحت عنوان (فضيحة س) متبوعة بما تيسر من الفضائح وياحبذا لو كانت تتعلق بشذوذ المذكور او امتلاكه جهاز ال (باور هورس) من أجل ترميم ما يمكن ترميمه وايقاف ما سبق تنويمه......المصريون يحبون الفضائح الجنسية كثيرا!!

 الخطوة السابعة: غير لغة خطابك حسب المناسبة، فاذا كان حديثك مع المعارضة فكن هاشا باشا، واسع الابتسامة مثل هانى شاكر طويل البال مثل غاندى عريض الصدر مثل فيفى عبده، ولا تنس ان تعبر عن عشقك لهم باستخدام ما تيسر من الالفاظ الرومانسية من عينة (التوافق، الحضن، البوس...الخ) امعانا فى اظهار سماحتك وحسن أخلاقك، أما اذا ما قيض الله لك الخروج بخطبة لأهلك وعشيرتك فكن أسدا هصورا ، حازما حاسما، مكشرا عن أنيابك ومفتلا لعضلاتك، وتذكر أن حركات من قبيل عدم ارتداء القميص الواقى وفتح الصدر تثير الاعجاب فى بلاد كبلادنا.....المصريون (خصوصا الرجال منهم) يحبون الصدور كثيرا!!!

الخطوة الثامنة: اصطف جديا صغيرا من جديانك ممن لا يقف علفهم عليك بأكثر من قرش تعريفة من عينة  علاء صادق للقيام بدور (خالتى فرنسا) فى شتم من كانوا يناضلون وقت ان كانت السيدة المحترمة والدته تضع له برمنجنات البوتاسيوم قبل تغيير حفاضته، والسخرية ممن قضوا عمرهم فى معارضة مبارك وقت ان كان يقتات على مناقشة قضايا مصيرية من نوعية (هل اللعبة الفلانية أوفسايد ولا لأ!!)، وتذكر أن تجعله مسفا ومبتذلا قدر المستطاع لجذب أكبر عدد من جماهير الترسو.....المصريون يحبون الابتذال كثيرا!!

الخطوة التاسعة: اجمع اكبر قدر من خرفانك فى احد سيبرات الانترنت (من ابوالساعة باتنين جنيه)  من أجل سلق أكبر عدد من الكوميكات (السئيلة)للسخرية من المعارضين بصورة توضح شكل المستقبل المدوحس الذى ينتظر فن الساركازم فى العصر الاخوانى القادم، وتذكر أن تحبشها قدر ما تستطيع بصور السيد ياو منج أو (الواد الصينى) كما يحبون تسميته......المصريون يحبون ياو منج كثيرا!!!

الخطوة العاشرة: ضع فى أذنيك هذه النصيحة وتذكرها أبدا ما حييت: تأكد أن كل الخطوات السابقة  ستعطيك برلمانا ودستورا وحكومة ورئيسا كما حلمت، ولكنها لن تحجز لك فى كتب التاريخ  أكثر من مزبلة، وتذكر أن من سبقوك قد سبقوك فى كل ماتفعله الآن وأن الزمن دوار والأيام دول، وأن كل ما تكنزه الآن من مؤسسات وهيئات تظن أنها قد تسندك وتثبت حكمك وحكم جماعتك سينقلب خازوقا مشرشرا يفرتك فى إستك ويهرتك فى معاميعك.....فقط تذكر أن المصريون يحبون الخوازيق كثيرا!!!!

الثلاثاء، نوفمبر ٢٧، ٢٠١٢

التكعيبية المصرية بين النظرية والتطبيق (1-4)......مقدمة

لو قام سلفادور دالى من تربته ليتمطع ويبرم شاربه الشهير ثم قرر رسم احدى لوحاته السيريالية  التى تختلط فيه الاذرع بالسيقان بالحشايا لما وجد افضل من الوضع السياسى الراهن فى مصر ليخلد به تلك الحياة التكعيبية التى نحياها الآن!!

لم تكن قرارات مرسى الأخيرة صادمة من الناحية السياسية فقط بل كشفت لنا عن حجم السدد السياسى الذى عاشته مصر فى السابق والاشبه بغطاء رادياتير ما ان تم فتحه فى 25 يناير حتى اندفع قاذفا قاذورات ثلاثين سنة عجفاء فى وجوه الجميع، وما قرره مرسى فى فرمانه الدستورى المشئوم وضع الشعب المصرى باكمله على الحافة كاشفا الجميع على طريقة رسومات دالى: اقزاما فى حجم العماليق، وشهداء لا يساوون عند المجتمع اكثر من عقلة اصبع!!
الصورة الحالية بمنتهى البساطة هى استقطاب حاد فى المجتمع قسمه الى فسطاطين لا ثالث لهما: الاخوان والمعارضة.....اخوان لا تترك فرصة للهيمنة على مؤسسات الدولة الا وتنتهزها، ومعارضة غير منظمة تلهث دوما للحاق بحركة الشارع، فاما الاخوان لمن لا يعرفهم فهم مجموعة ميكانيكية منعدمة التفكير لا تختلف عما كان عليه الحزب الوطنى فى السابق، تجتمع فى الميدان برنة موبايل من المرشد وتضرب المعارضين بتويتة من العريان، ثم تنسحب باشارة من خيرت الشاطر..... واما المعارضة لمن يجهلها فهى ليست احزابا بالمعنى المتعارف عليه بل عبارة عن (مرشح رئاسى وطلعله حزب!!)، فللبرادعى دستوره ولصباحى تياره الشعبى ولابى الفتوح مصره ال(لا مؤاخذة) القوية!!
منذ مساء الخميس وقد اتضحت الصورة تماما، فالوضع اخطر من ان يقبل الحلول الوسط من اى من الطرفين فاما القبول بالاعلان الدستورى كله او اسقاطه كله، والقرارات التى أصدرها مرسى فى ظاهرها الدفاع عن الثورة وفى باطنها العبط كله، فهو يريد منا أن نسلم باعلان دستورى يتيح له اصدار اى قانون دون رادع قانونى او قضائى حتى ولو اباح اللواط فى الشوارع (يعشق الاسلاميون تهمة الشذوذ الجنسى فلا مانع من اشهارها فى وجوههم هذه المرة!)، وله الحق فى الحكم على اى معارض بالحبس او الاعدام بحجة قلب نظام الحكم، وله الحق فى حل أية هيئة قضائية دون الطعن عليه، بل والأنكى أنه يدفع المجتمع دفعا لقبول الدستور (المسلوق) فى الاستفتاء القادم من اجل انهاء فترة الاعلان الدستورى وهو الهدف الاهم للاسلاميين فى هذه المرحلة اما اذا وصلنا للمعارضة فسنجدها لن تترك مرسى يفلت بأية مادة من هذا الاعلان الدستورى سواء بتحصين جميع قرارات مرسى أو السيادية فقط واضعين رقاب البلاد عامة ورقابهم الشخصية تحت مقصلة جماعة لن تتوانى عن تصفية حساباتها الشخصية مع الجميع اذا دان لها الامر...... وفى المقابل فان مرسى يرى انه ليس ب(عنتر) الذى احتاج سبعة صفعات على قفاه لينهزم أمام (لبلب)، وبالتالى فصفعتى البرلمان والنائب العام كافيتين تماما ليتعلم ان اللى يبدأها عافية لازم يكملها عافية حتى النهاية، وأن الجرأة حلوة بس تبقى للآخر، وان انصاره (فضلا عن قفاه الشخصى) لن يتحملوا قفا ثالثا يطيح بهيبة الرئاسة الى الابد!!
 وبنظرة بسيطة الى الوضع القضائى فنكون قد وصلنا الى سريالية قضائية لا تتواجد فى أى دولة على ظهر البسيطة......مجلس شورى سيحل بالقانون ولكن قرار حله لا يساوى الحبر الذى اريق عليه،و جمعية تأسيسية لكتابة الدستور ستحل بحكم قضائى ولكنها محصنة بقرار من الرئيس، و قانون رئاسى (طلع فى الزيطة) من أجل النقابات العمالية ولا يحق لأحد الطعن عليه، و حكمان قضائيان بعودة جمال عبد الرحيم الى رئاسة تحرير الجمهورية يوضعان فى سلة قمامة مجلس الشورى وتعيين السيد البابلى رئيس تحرير غصبا عن عين التخين، و قيادات قضائية فاسدة اصبحت من تيار استقلال القضاء ورموز سابقة لاستقلال القضاء اصبحت اداة فى يد السلطة التنفيذية من أجل نفخ القضاة، و ايقاف قناة الفراعين (مزبلة الفضائيات عموما) بدون حكم قضائى ومنع بثها مرة اخرى رغم صدور حكم بذلك الى اخره من الافعال التى تعطيك فكرة عن شكل دولة القانون التى يتصورها الاخوان المسلمون!!

اما اذا انتقلنا الى خانة التحالفات السياسية فسنجد سريالية أشبه بلوحة (الربيع) لدالى حيث يظهر الجميع راكبين فوق بعضهم (واهه كله فوق بعضه!).....اخوان ينددون بزملاء الثورة القدامى الذين وضعوا ايديهم فى ايدى عمرو موسى (الخمورجى) والزند (الفلولى) ومرتضى (صبى العالمة) نكاية فى مرسى والاخوان متناسين انه لا علاقة للشرف ايضا بالوقوف فى نفس الخندق مع قاتل مثل طارق الزمر و متلون مثل عصام سلطان واراجوز مثل وجدى غنيم.....رئيس لناد القضاة يتوعد من يختلف معه بما يوازى وضع العصا فى ادبارهم بينما يقبل من يقفون بجانبه فى أفواههم، نائب عام سابق يفتتح مؤتمره بسرد انجازاته فى الحفاظ على المال العام ويختتمه بسرد القضايا التى قام بالطرمخة عليها، داعية اسلامى تلقى تربيته فى احدى احدى الزرائب يفتخر باخلاقه قائلا (احنا لساننا عفيف) مردفا ذلك باستخدام حفنة من الفاظ الحوارى والمواخير، داعية آخر يشتم ويخوض فى اعراض النساء ثم يعلن انه يفعل ذلك اقتداء بالرسول (صلى الله عليه وسلم)، مرشح رئاسى سابق اشتهر باسم المرشح الكذاب انحسرت عنه الاضواء فقرر الرجوع اليها بافتعال مناظرة بلهاء مع منافسيه حول الشريعة!!، كنيسة تحاول اقامة دولة القانون لضمان حمايتها بينما ترفض ان تخضع اموالها لرقابة الدولة، جماعة تعلن بعد اى قرار ابله بوجود قرارت فى الدرج من القضاء والمجلس العسكرى بهدم الثورة بينما لا تجرؤ على اخراج مسودة الدستور المتفق عليه من مكتب الارشاد والقابع فى درجها منذ شهور، قاض يوقع على بيان بان الاعلان الدستورى هو اعتداء على القضاء ثم يقبل أن يأتى نائبا عاما فى نفس الوقت بموجب هذا الاعلان، ثوريون يحنون للحكم العسكرى وسلفيون يعطون المجتمع دروسا فى الديمقراطية، متظاهرون يرون فى حرق مقرات الاخوان وقذف وزارة الداخلية بالمولوتوف عملا ثوريا واخوان يرون فى التعدى على المتظاهرين المدنيين وهدم منصاتهم اعمالا تقربهم الى الله، تيار يصدر للفضائيات اشخاصا تفهم من كلامهم ان دماء الاخوان حلال بينما يصدر التيار الاخر شخصا مثل احمد ابو بركة لا تفهم من الاصل حرفا من كلامه ، تيار يستخدم الشهيد جابر للتدليل على عنف داخلية الاخوان وتيار آخر يستخدم الشهيد اسلام للبرهنة على بلطجة المعارضة وكلا الطرفين يسترزق بشهدائه.......يهوذا يجلس الآن بدلا عن المسيح والقلعة تشيد بجانب البحر!

ولأن الحديث له شجون فلا مانع فى المرة القادمة من التسلية على قفا كل طرف من هذه الاطراف ما دام الواحد عايش و مرسى بيشرع ودالى بيرسم!!

الأحد، يناير ٢٢، ٢٠١٢

!!البرادعى منسحبا



مبدئيا فقد كنت أظن أن عبادة الفرد صفة لا يختص بها سوى الناصريين، و لكن من الواضح أننى كنت مخطئا و أن تأليه الفرد (من أول عبد الناصر و حتى أبو تريكة) هو عادة متأصلة فى النفسية المصرية بغض النظر عن اختلاف ايديولوجياتهم و مبادئهم!



على العموم لا بد أن أذكر أننى كنت من الموقعين على بيان تأييد البرادعى مرشحا لرئاسة الجمهورية أمام المخلوع قبل الثورة، و عندما قامت الثورة أكبرت للرجل دوره الرائد فى تهيئة الناس لفكرة الثورة (رغم مجيئه متأخرا لها) ، و حتى بعد أن استقريت على تأييدى لمرشح يعمل للناس و لكن (مع الناس)، فقد ظللت أحمل للرجل احتراما كبيرا لدوره النبيل فى قيام الثورة و تعاطفا معه فى مواجهة بعض التيارات الإسلامية ضيقة النظر واضعا تحفظاتى العديدة عليه جانبا، و لكن بعد أن رأيت الطريقة التى انسحب منها و التوقيت الذى اختاره مصاحبا بكل ذلك الندب و العويل الذى أصاب مناصريه و الذى جعلهم أشبه بمجاذيب السيدة فلا مانع فلا بد لى من التساؤل عن بعض النقاط لعلى أكون مخطئا فى حكمى على الرجل!



· لم لا يعترف البرادعى أنه لا يتعارض أن ينظر له الناس كأيقونة للثورة و أول من ألقى حجرا فى البحيرة الراكدة (الجملة التى أصابها الابتذال من كثرة ما رددت) مع أن يرونه مرشحا رئاسيا فاشلا لا يشبههم و لا يشبهونه؟؟!



· لم لا يعترف البرادعى أن شعبيته فى الإعلام (الذى يرمى عليه إخفاقاته دوما) مرتفعة، بينما تتدنى على أرض الواقع، و أنه لو كان تعيين الرؤساء بالإعلام لحكم البرادعى مصر من أول يوم بعد الثورة؟



· لم لا يعترف البرادعى أنه فوجئ بأن الشعب لم يحمله على الأعناق بعد الثورة، و أنه منذ اليوم الذى قذفته بعض الفلول و البلطجية بالحجارة فى المقطم و هو يرتعد من فكرة النزول للشارع أو عقد أية لقاءات جماهيرية (فيها بنى آدمين!)، حتى عندما انسحب و تم إعلان أنه سيقيم مؤتمرا صحفيا فقد تمخض الأمر عن بيان على جريدة ألكترونية و فيديو على اليوتيوب، و لم لا يقر الرجل أنه (ما يقدرش يحط إيده فى الخرة أغوط من كدة)، و أن هذا هو آخر ما يمكن أن يصل إليه فى علاقته مع الشعب المصرى؟



· لم لا يعترف البرادعى أن بعده عن الناس و اكتفائه بالتويتات (التغريدات كما قالها ذات مرة!!) جعلت العديد من مؤيديه (يتسرسبون) واحدا تلو الآخرمن حملته باحثين عن مرشح آخر له علاقة (و لو من بعيد) بهذه البلد!



· لم لا يعترف البرادعى أن أسلوب الأكل على الجاهز لا يناسب مصر حاليا، و أن استراتيجية (هووا عالولعة لحد ماجى) تكاد تكون استراتيجيته المفضلة منذ جاء إلى مصر معارضا للمخلوع؟



· لم لا يعترف البرادعى بأنه لا يمكن أن يكون مجرد الانتساب لليبرالية كافيا ليجعله ديمقراطيا بينما كل من اقتربوا منه و عاملوه لم يجدوا سوى ديكتاتورا لا يسمع سوى نفسه، و لا يرى قرارا صائبا غير قراره؟



· لم لا يعترف البرادعى أن نتيجة الانتخابات التى أظهرت اكتساح التيار الأسلامى هى ما جعلته يعدل عن الترشح خصوصا مع ما واكب ذلك من تكهنات عن رفع يد جماعة الإخوان عنه، لينكشف أنه ما كان ليحصل على كل هذا العدد من الموقعين على بيان تأييده قبل الثورة لولا ما جاء بالأمر المباشر من الجماعة لأعضائها بالتوقيع له،و هو نفس الأمر الذى جعل أيمن نور يقترب من المليون فى انتخابات الرئاسة أمام مبارك!!



· لم لا يعترف البرادعى بأن المستشار هشام البسطويسى(و قدره عظيم) كان أذكى منه بمراحل عندما انسحب (بدرى بدرى) لمعرفته بحجمه الانتخابى (و ليس وزنه الاعتبارى)؟!



· لم لا يعترف البرادعى أن هناك من يناضلون على الأرض (كحمدين و أبو الفتوح)، و هناك من يناضلون من المساجد (كأبو اسماعيل)، و آخرون ينظرون فى الفضائيات (كالعوا)، بينما يبقى هو الوحيد الذى يكتفى بالنضال عن طريق التويتر!



· لم لا يعترف أن كثرة كلامه عن (الإساءة و الكذب و التدنى الخلقى) الذى لا يزال يكرره بمناسبة و بدون مناسبة (و كأنه الوحيد الذى شوه و الوحيد الذى أوذى) أصبح كالاسطوانة المشروخة التى تجعله أشبه بالشحاذ الذى يسترزق بعاهته فضلا عن التدليس الواضح فيها، فأما قبل الثورة فالجميع قد ناله منه ما ناله من تلك الحملة، فمنهم من سجن كصباحى و أبو الفتوح و أيمن نور، و منهم من ألصقت به تهم التزوير و العمالة لأمريكا كأيمن نور، بل و وصل الأمر إلى محاولة تلطيخ سمعة البسطويسى بإلصاق تهم مخلة بالآداب به و ذلك قبل أن يسافر الرجل هربا إلى الكويت، و لم يستفد من هذه الحملة شخص ما قدر استفادة البرادعى نفسه الذى جذب تعاطفا شعبيا و حقوقيا معه نظرا لدناءة الحملة و خستها و ما صاحبها من خوض فى عرض الرجل و شرفه......أما بعد الثورة فلم (يتدلع) شخص ما قدر ما تدلع البرادعى، و لم تدبج المقالات و تسطر الصحف إلا للتغنى بحكمة الرجل و بعد نظره، و لم يتعامل مقدمو التوك شو باختلاف قنواتهم و اتجاهاتهم مع أحد من مرشحى الرئاسة بذلك الأدب و الاحترام (الذى كان يصل فى بعض الأحيان إلى حد التذلل) كما فعلوا مع البرادعى، و كلما تحدث الأخ وائل قنديل عن كلاب الصيد و الثعابين التى تنهش فى جسد البرادعى أكاد أشد فى شعرى كمحمود القلعاوى متسائلا و هو يشد ما تبقى له من شعر.....هية فين التعابين!!!!

فإذا أخذنا لفة فى أجهزة الإعلام المصرية لنبحث عن هذه الثعابين سنجد أن الفضائيات التى يشاهدها الناس ما هى إلا :-

· قناة السى بى سى: بها عبد الرحمن يوسف (المنسق العام لحملته)، و مجدى الجلاد و مظهر شاهين و عادل حمودة (و هم من الداعمين له)، و خيرى رمضان و لميس الحديدى (لا خوف منهم فقد تعلموا جيدا....معاهم معاهم عليهم عليهم)!

· قناة دريم: منى الشاذلى و المسلمانى و الإبراشى (أصدقاء البرادعى)

· قناة التحرير: تكاد تكون من أولها إلى آخرها من البرادعاوية من أمثال إبراهيم عيسى و دينا عبد الرحمن و دعاء سلطان و ما تيسر من المذيعين و حتى فنيى التصوير و عمال البوفيه فى الاستوديو!

· قناة المحور: قام عمرو الليثى بتقديم حلقة تكاد تدخل ضمن نطاق الإعلان الانتخابى الصريح تم تصويرها فى منطقة تل العقارب و فيها يجلس البرادعى مستمعا لسيدة فقيرة و هى تروى محنتها ليقبل رأسها فى النهاية بينما تلعب موسيقى حزاينى فى الخلفية فى مشهد شديد الاصطناع يذكرك بجلوس مبارك فى الخص مع أحد المواطنين ليشرب الشاى!!

·  قناة الأون تى فى: يسرى فودة و باسم يوسف و ريم ماجد و من ورائهم نجيب ساويرس (حبايب البرادعى)!!

· قناة النهار: محمود سعد و حسين عبد الغنى و خالد صلاح (دفاع للصبح عن البرادعى)!!

· التفزيون المصرى: حد لسة يسمع عن القناة الأولى؟؟!!!!



أما بخصوص الجرائد فسنجد:-

· جريدة المصرى اليوم: جريدة ليبرالية يملك جزءا من أسهمها نجيب ساويرس و هو من طليعة المؤيدين للبرادعى، و الرجل له سلطة المنح و المنع و هو ما ظهر فى حجب مقال سابق للدكتور العوا على خلفية التراشق الشهير بين العوا و الأنبا بيشوى و الذى على خلفيته استقال بلال فضل من الجريدة، و تسعون بالمائة من كتاب الجريدة منقسمون بين أعضاء فعليين أو سابقين فى حملته للترشح و فى الجمعية الوطنية للتغيير، و بين متعاطفين مع الرجل بوجه عام، و الأمثلة واضحة بداية بعمرو الشوبكى و حسن نافعة و مجدى الجلاد و مصطفى النجار و انتهاء بخالد منتصر و علاء الأسوانى!!

· جريدة الشروق: لو لم يكن بها سوى وائل قنديل لكفاه، حيث يحمل المذكور سنجة و شومة للدفاع عن البرادعى مستخدما ذات الأسلوب (السعران) الذى كان يستخدمه عبد الله كمال فى تشويه معارضيه بالحط من شأن كل من يعترض و لو ظاهريا على البرادعى، مع إضافة صف آخر من المتعاطفين مع البرادعى مثل عماد الدين حسين و عمرو حمزاوى و أحمد الصاوى الخ!

· جريدة التحرير: شرح قناة التحرير

· جريدة الدستور الأصلى: شرح جريدة التحرير

· الجرائد القومية: هوة حد لسة بيقراها؟؟؟؟؟

و على هذا فلم يبق لمحرك البحث من ثعابين و أحنشة سوى (ثلاثة أسماء) فقط هى التى نجحت فى تشويه البرادعى....أولها خالد عبد الله بتاع (يا واد يا مؤمن)، و ثانيهما حازم شومان بتاع (أمك ما تلبسشى حجاب)، و أخرهم توفيق عكاشة بتاع (تزغيط البط)......همة التلاتة دول اللى مشوهين البرادعى فى الإعلام و ماحدش قادر عليهم؟!!!

.....دول التعابين يا أخ وائل؟!!





· لم لا يعترف مناصرو البرادعى أنفسهم (ألتراس البرادعى) و الذين يتشدقون بحرية الرأى ليل نهار أنهم أكثر فاشية من الإخوان و أكثر تعصبا من السلفيين و هو ما يظهر فى كل هذا الكم من الشتائم بدءا من السباب لهذا الشعب الجاهل (أو شعب العبيد كما يقولون) الذى لا يقدر البرادعى و لا يستحقه، مرورا بالأخت هويدا طه التى ترى أن كل من انتقد الرجل هم من مجموعة من (الواطيين) الذين لا يرقون لمستوى نبل الرجل، و انتهاء بشتم أى شخص كل من تسول له نفسه بانتقاد شعرة من شعيرات البرادعى على الفيسبوك أو تويتر!



· لم لا يعترف البرادعى أن أعضاء حملته أنفسهم كانوا لا يخفون تبرما دائما ما كانوا يحاولون كتمانه من أسلوبه فى العمل المنعزل عن أى اتصال شعبى بالناس والذى كانوا دوما ما (يعيرون) به سرا و جهرا من الجميع، الأمر الذى وضعهم فى موضع السخرية الدائمة من باقى القوى كلما وضع الرجل (تويتة) أو كتب (ستاتس) على الفيس بوك!!



· لم لا يعترف البرادعى أنه عندما جاء مصر فقد تم وضعه فى حجم أكبر من حجمه، و تم تفصيل دور لا يتلاءم مع طبيعة الرجل الشخصية أو العملية عليه مع النفخ المستمر فيه حتى أصبح حقيقة تشبه حقيقة الأمر الواقع!



· لم لا يعترف البرادعى أنه من قلة الضمير (بمناسبة حديثه عن الضمير!) بل و من السفالة و سوء الخلق ما يروج له بعض مؤيديه (و ليس الرجل)من أنه كان المناضل الوحيد أيام مبارك، و أن كل من عارض الرئيس السابق إنما كان معارضا فى السر ثم سار فى ركاب البرادعى، وهو افتئات صفيق على جهد المئات ممن دفعوا من حرياتهم و أموالهم و سمعتهم ما جاء البرادعى ليبنى عليه فى نهاية المطاف مثل عبد المنعم أبو الفتوح و حمدين صباحى و مجدى حسين و حمدى قنديل و محمد أبو الغار و عبد الجليل مصطفى و حسام عيسى....الخ ممن عارضوا المخلوع لثلاثين عاما بينما لم نسمع عن الدكتور البرادعى معارضة أو قدحا فى نظام المخلوع سوى فى السنوات الخمس الأخيرة!



· لم لا يعترف البرادعى و لو لمرة أنه أخطأ بدلا من حديثه المكرر الممجوج من عينة (قلنا من الأول، قلنا من زمان، ماحدش سمع لما قلنا)، و هو ما يتماشى مع رأى معظم من اقترب من الرجل حيث يرونه ديكتاتور يرى نفسه فوق الخطأ!



· لم لا يعترف البرادعى أنه لو كان هناك احتمال فى أن يأتى ثانيا فى انتخابات الرئاسة لما انسحب، و لو كان هناك احتمال لكى يكون ثالثا لفكر مرتين قبل خروجه من السباق، و لكن لأنه ما كان ليكون ثانيا أو ثالثا أو حتى رابعا، فقد انسحب الرجل متعللا بإن الترشح فى الوقت الحالى لا يتناسب مع مبادئه!





· لم لا يعترف البرادعى بأن هذا القرار ليس نتيجة احتكام إلى الضمير كما يدعى و لكن كان الهدف منه (و هذا ظن لا ألزم به أحدا) أن يأتى يوم 25 يناير ليكون الشخصية الوحيدة التى يتغنى الجميع باسمها فى التحرير و المهدى المنتظر الذى ينادى الجميع برجوعه فيكسب (بنطا) على جميع المرشحين الحاضرين ليحقق بذلك فى الميدان فى يوم ما لم يستطع أن يحققه فى الشارع طوال عام كامل!



· لم لا يعترف البرادعى أن مسألة احتكامه إلى الضمير هى حجة (قرعة) مستغلا دماء شهداء محمد محمود و أحداث مجلس الوزراء للتغطية على الهدف الأساسى لانسحابه ألا و هو تيقنه الكامل من أنه خاسر لا محالة فى أية انتخابات تقام الآن لأن شعبية الرجل فى الشارع تكاد تقارب الصفر، و لو كانت دماء الشهداء هى ما حركته لاتخذ قراره هذا منذ أحداث ماسبيرو....من يريد أن يختم على قفاه و يصدق فلا مانع، فالقفا مسئولية حامله!



· لم لا يريح البرادعى نفسه و يريحنا و يعترف بأنه كان عنده طريقين ليسلكهما بعد الثورة لا ثالث لهما: إما أن يحتفظ بقيمته كمصدر إلهام للثورة و يبتعد عن جميع المناصب، و إما أن يطرح نفسه رئيسا لحزب سياسى جديد أو كمرشح رئاسى محتمل- كما فعل- شريطة أن (يشتغل زى الناس) بالنزول للشارع و البدء فى تأسيس قاعدة شعبية له مدعوما باللوبى الإعلامى الهائل الذى يسانده، و لكنه لم يفعل لا هذا و لا ذاك....فلا منه ابتعد و لا منه اشتغل زى الناس!





و فى الآخر يقولك التعابين....هية فيييين التعابين!!!



tr

السبت، سبتمبر ٢٤، ٢٠١١

!!!لى صديق حلوف بأقوال الرئيس شغوف....الفلولى



لم يكن سلامة صديقا بالمعنى الحرفى للصداقة....فهو لم يكن كعلى وزة يحمل عنى نوبتجيات الامتياز اذا ما تصادفت مع ماتشات الزمالك، و لا هو كدعاء التى تمض لى حضورا و انصرافا بينما انا نايم فى بيتنا، كما أنه ليس كهانى الذى دوما ما أطمئن خطيبته بأنه نايم فى القسم جنبى
(بس موبايله فاصل شحن) بينما هو يقضى الليل متصرمحا مع خطيبته القديمة (الشريفة العفيفة) فى أحضان العين السخنة.....إلى آخر تلك الأمور من واجبات الصداقة و لوازمها.



الحقيقة أن سلامة ليس صديقا على الإطلاق....أول ما شاهدته كان فى تلك الأيام التى كنت أضطر فيها للاستيقاظ مبكرا لأنحشر مع الآلاف فى ممر ضيق فى مرور المعادى منتظرين طلوع الرخصة (أو طلوع روحنا، أيهما أسبق)....و الحق، و رغم عادتى الأزلية فى عدم الاكتراث بمن حولى، فقد لفت نظرى ذلك الشاب الواقف أمامى، لا لقميصه المشجر أو لشاربه الأشبه بشوارب المخنثين، و لكن لقدرته المدهشة على إقناع كل فرد فى الطابور بأن
(أنا اللى قدامك ....احجزلى بس على ماجيب طابع!)، حتى تجده متسرسبا فى خفة إلى الشباك فى وضاعة تثير الإعجاب....و كان هذا الشخص هو سلامة!



كنت فى البداية أصنف علاقتى بسلامة على أنها نوع من ذلك التعذيب المعتاد و الذى يتعرض له أى طبيب فى أى تجمع بشرى بمجرد معرفة حقيقة عمله، فبعد تبريقة واضحة مع رفع للحاجبين مشفوعا بكلمة ما شاء الله
(الشبيهة بكوتى كوتى كوتى الخاصة الأطفال) يبدأ الجزء السئ من اللعبة بانهمار الاستشارات المجانية (ما بين ابن يرشح أو ابنة تسهل أو زوجة لا تكف عن الحكاك)  انهمار صفعات الأهالى على قفا أخينا الشندويلى لرفضه حجز أحد المرضى بالمستشفى، مع وعد متكرر بالحضور للعيادة و هو ما لايحدث فى الأغلب لاطشين قيمة الكشف الوهمى فى جيوبهم، وحده سلامة الذى أتى.....و ليته لم يفعل!!



تعرفت على سلامة فى ذلك اليوم و تبين أنه يعمل كصبى محامى مهمته تخليص الأوراق و المصالح الخاصة بالمكتب الذى يعمل به (و منها رخصة سيارة صاحب المكتب كما هو و اضح)، و من سوء حظى أن علمت بأن المكتب الذى يعمل فيه سلامة يقع بجوار العيادة الخاصة بى مما جعل زياراته المتعددة لى أمرا واقعا لا فكاك منه، و الحق أن الرجل لم يكن سخيفا أو سئ الخلق، فقد كان يدفع الكشف فى كل مرة
(و هو المهم) كما أنه بسيط طيب القلب، يقدمنى بفخر الى من معه قائلا (التكتر محمد....اللى عالج أمى من التينيا!!).... و ربما لا يعيبه سوى تجوله بين المحاكم بسوستة بنطاله المفتوحة دوما لتكشف أن الرجل من القلائل المرابطين على أعتاب عصر البوكسرات و لم يدخلوه بعد مكتفيا بالغيارات التقليدية، و هو ما فسره لى فيما بعد قائلا (دة بوكسر أبيض)!


لم يصبح سلامة ضيفا ثقيلا إلا منذ بدأ فى الحديث عن السياسة ليتحول بعدها الى
(ألم فى المؤخرة) كما يقول الامريكان، حيث كان مستفزا للدرجة التى كانت تجعلنى أجادله حتى يرتفع الضغط عندى، ثم أصبحت أكتفى بالتأمين على ما يقول فى لا مبالاة، فالسماع مع هز الرأس، لأنتهى فى آخر المطاف إلى هز الرأس دون استماع!!



فى البدء كانت أحاديث سلامة عن السياسة شديدة السطحية متمثلة فى بعض العبارات المبتذلة التى يتداولها المصريون و أسلافهم منذ أيام سقنن رع و أمنحتب من قبيل
(البلد دى بقالها خمستلاف سنة بتتسرق و لسة فيها فلوس) و (كل حاجة فى البلد دى بتغلى ماعدا البنى آدم هوة اللى بيرخص) أو (لو اللى فوق نضيف البلد كلها هتنضف) إلى غير ذلك من كليشيهات القهاوى و المنتديات.....ثم تطور الأمر و أصبحت لسلامة نظرياته المتفردة فى علم السياسة حيث ظل حتى وقت قريب مقتنعا بأن الحرب الأهلية هى تلك الحرب التى ستقع يوما ما بين الاهلاوية و بعضهم (دى غيرالحرب الطائفية يا تكتر بتاعة المسلمين و المسيحيين!)، و أن لبن لادن ابنة تدور على حل شعرها فى مراقص الخليج، بالإضافة الى اعتقاده الازلى بأن الاخوان تحالفوا مع الجنزورى لعمل انقلاب عسكرى و هو ما اكتشفه الرئيس المخلوع ليعجل بنهاية الرجل فى الوزارة!!.....و لسلامة عدوين فى حياته لا ثالث لهما كما يقول دوما (ماحدش مضيع شباب البلد دى يا بيه الا الرجالة أمهات دقون و النسوان أمهات ستريتش....دول تاعبينا من فوق، و دول تاعبينا من تحت)!! 


و رغم اعتراف سلامة لى ذات مرة بأنه استخرج كارنيه الحزب الوطنى خصيصا للاشتراك فى رحلات الاقصر و اسوان المخفضة الا ان الرجل اصبح من يومها منافحا عن الحزب لينافس مجدى الدقاق أيام مجده فى لفته اليومية على الفضائيات، فهو يرى أن جمال مبارك أصلح من يحكم مصر بعد الريس لكنه
(ما بيعرفش يسوق نفسه)، أما أحمد عز فهو رجل أعمال وطنى لكنه (ما بيعرفش يتكلم)، أما محمد كمال فهو قيادى حزبى فذ مشكلته الوحيدة انه (ما بيعرفش يطلع على فضائيات)....و رغم ما قد يعتريك من شفقة على حال بلد اجتمع كل هؤلاء (اللى ما بيعرفوش) على حكمه، الا ان سلامة يثق فى حنكة الريس اللى (عارف دبة النملة ومش هيسيب البلد الا للى يستاهلها).....و لسلامة افتتان خاص بشخصية الرئيس السابق جعلته الوحيد ربما فى مصر كلها الذى يسمع خطاباته المملة و نكاته السمجة ليستشهد بها فى اية مناسبة حيث يراه بطل الحرب و السلام و ذلك الرجل الذى حمى مصر من الاحتلال الاجنبى و اللى نيم اسرائيل من المغرب يوم 6 اكتوبر على حد قوله!



و رغم انقطاعى عن العمل فى الايام الاولى للثورة و ما تلاها، الا ان عودتى و مقابلتى بسلامة كشفت لى بأن الفلوليين كلهم سواء، و أن (الفلولية ملة واحدة)....فقد تحول الرجل مائة و ثمانين درجة، فأصبح بقدرة قادر واحدا من الثوريين الأقحاح من سكان الخيم و ملتحفى البطاطين، لا يبدأ كلامه سوى بجملة
(احنا لما كنا فى التحرير) لاعنا سنسفيل الحزب من أيام مصطفى كامل، و معرضا بأمهات قياداته مع اختصاص قيادى معين بذكر عضو حساس من أعضاء الست والدته (علما بأن هذا القيادى ياما تخصص فى تصوير هذا العضو بالذات!!) ليصبح بذلك من أهم الحناجر الثورية على مستوى البساتين و دار السلام!!



و مع مرور الوقت، و نجاح القائمين على الثورة من مجلس و حكومة و ثوار فى تفريغها من مضمونها، فقد قام سلامة بالانضمام الى حزب جديد ألا و هو حزب
(مش قلتلكم!) بزعامة الكاتبة الألمعية لميس جابر* و بعض صبيانها من عينة توفيق عكاشة و أحمد ظبايضر**، و هو أحد الأحزاب الصاعدة بسرعة الصاروخ فى سماء حياتنا السياسية متقدما على جميع الاحزاب الناشئة منها و العتيدة، و مزاحما للحزب الأقوى فى مصر ألا و هو (حزب الكنبة)، حيث تقوم مبادئ هذا الحزب على إشعار كل مصرى بالندم و الحسرة على القيام بالثورة و الترحم على كل يوم من أيام المخلوع، و أن نار مبارك ولا جنة الثورة..... و رغم اتساع القاموس اللغوى لسلامة بحكم قربه من طائفة المحامين، إلا أن مفرداته أصبحت تنكمش و تتقلص يوما بعد يوم لتنحصر فى فعل (خرب)بشتى تصريفاته لوضعه فى العديد من الجمل المفيدة من قبيل (خربتوها و قعدتوا على تلها!!) مرورا ب (استنوا، لسة الخراب جاى) و انتهاء بمعزوفة (اللى يحب مصر، ما يخربش مصر....تيكلم)!، و ككل الفلول لم ينس سلامة اللعب على وتيرة الملك لير الذى يواجه جحود أبنائه قائلا (و الله العالم اللى شايفينه فى القفص و شمتانين دول فجرة، دة أنا أبويا لو حط الشمروخ فى....و لا أقدر أرفع عينى فيه، أبويا و بيربينى)، و رغم أن  أسلوب وضع الشماريخ فى بعض المناطق الحساسة قد يبدو أسلوبا غريبا للعقاب، إلا أن من الواضح أن ثلاثين عاما من النفخ المتواصل قد تسفر عن هذا القدر من المازوخية!!! 
 
متى طردت سلامة.....لا أذكر، و لكننى أذكر أنه كان بعد أن توقف عن دفع الكشف!


هوامش


زبايدر*

شاب مصرى نابه يعتبره العديدون أنبغ أبناء جيله، يعرف نفسه بأنه طالب فى آداب المنصورة رغم أن هيئته و طراوته ترشحانه لآداب الأزبكية على أقصى تقدير.....بدأ حياته كمغنى و صبى عالمة فى بارات شرم الشيخ لينتهى به الحال (كمعظم صبيان عوالم هذه الأيام) إلى أن يصبح مذيعا لامعا لبرنامج أسبوعى فى الوقت الذى يجلس فيه حمدى قنديل فى منزله.....و لأن صاحب هذه القناة كان من بواسى الأيادى فلا بد و أن يكون مذيعيها بالضرورة من لحاسى البيادة و هو ما يفعله الأخ ظبايضر بامتياز حيث يجلس أمام المشاهدين كل أسبوع ليبدأ فى نظم الخطب العصماء لمساندة الجيش ضد الميليشيات الصربية القابعة فى ميدان التحرير تاركا بربوره متدليا أمام الكاميرا فى مشهد تلفزيونى مهيب.....و يعتبر الكثير أن أخينا هذا هو المعادل الموضوعى الذكورى للدكتورة لميس
(إن جاز اعتباره ذكرا و اعتبارها أنثى) فى لطم الخدود و شق الجيوب على حال البلد بعد الثورة حيث يراها مؤامرة ماسونية صهيونية مهلبية قامت بها مجموعة من الملثمين بعد أخذ كورسات بعد البكالوريوس لقلب أنظمة الحكم بتمويل من ال(فريدرم) هاوس.... ومن الجدير بالذكر أن المذكور يعيش حاليا على أدوية الصرع و التبول اللا ارادى بعد ان ابتلاه الله بهما كعقاب على قصيدته الخالدة (رصيدى خلص يا ست الكل...اشحنيلى كارت بعشرة!)، كما شوهد فى الآونة الأخيرة مكثرا من تناول مسحوق المخاصى و مشروب البيريل.....لعل و عسى!







لميس جابر**

ندابة الثورة الأولى و أحد الإفرازات الصحفية فى عصر ما بعد المخلوع، ترى أن كل من احتبس بوله و جف ريقه فهو عقاب له على خلع الرئيس، و أن أيا ممن أسهلت أمعاؤه و و تقرحت معدته فهو من نتائج خراب ما بعد (هوجة) يناير، تشعر بالنشوة مع كل طريق يقطع، و تصل للأورجازم الصحفى بعد أى اعتداء على أقسام شرطة، تستكتبها بعض الجرائد المشمومة كاليوم السابع لتجلد المصريين على ثورتهم و تعايرهم بهمجيتهم و قلة أصلهم......و لن تحتاج إلى جهد كبير لتعرف أن الدكتورة لميس هى من يكتب التعليقات على مقالاتها، فتفاهة ما تكتبه مذيلا بتعليقات من عينة
(ينصر دينك يا دكتورة) أو (يسلم قلمك يا لميس) أو حتى (انتى مش كاتبة انك ساحرة تسحرينا بقلمك الناضج!!) خير شاهد على ان الدكتورة كاتبة من طراز ال (دبل فيس) الذى يسلم المقال للمطبعة فى الصباح ليسهر على تأليف الكومنتات فى المساء!! 



و لأنه من الواضح أن الدكتورة تشعر بالحكاك من جميع الثورات من أول ثورة القرامطة و حتى ثورة الشك....فلا يخلو مقال للدكتورة من تلقيح على ثورة يوليو و بالأخص الأستاذ هيكل
(و الذى يمثل عقدة غير مفهومة عند الدكتورة المذكورة) حتى و إن كان موضوع المقال عن عمارة ساقطة أو بكابورت طافح ، و هو ما ليس بمستغرب على كاتبة اعتمدت على خدود تيم الحسن الملظلظين لإقناع المراهقات بأن الملك فاروق قبل خلعه (واضح ان الدكتورة عندها مشكلة مع المخلوعين بصفة عامة!) من قبل ضباط الجيش المتوحشين كان ملكا طيبا حبوبا ابن نكتة ، عاشقا للشعب المصرى و ملوخيته فى آن واحد!!



و رغم كل هذا فلا مشكلة على الإطلاق فى أن تكتب ما تشاء و تشتم من تشاء متى تشاء من منطلق ان
(أهيف منها و بيكتب)، و لكن المشكلة الرئيسية بالنسبة لى تكمن فى اعتبار المذكورة نفسها كاتبة كوميدية وهبها الله موهبة الكتابة الساخرة رأسا برأس مع  محمد عفيفى و بلال فضل و جلال عامر، ليمتزج هذا الاستظراف مع سماجة لا تخفى على العين ليصبح الناتج النهائى (شيئا) مثيرا للشفقة و مدمرا لفن الكتابة الساخرة و للأعضاء الداخلية للقارئ فى آن واحد.....و لأنه لا أحد يستطيع أن يمنع المذكورة عن الكتابة فى الجرائد أو من الظهور فى برامج رمضان (و هو ما لا أملكه)، فقد قررت الامتناع نهائيا عن متابعة الدكتورة مقروءة كانت أو مسموعة حفاظا على ما تبقى من أعصابى و من أعضائى الداخلية (و هى تقريبا كل ما املكه)!!




-:الحلقة القادمة
ياللى أمك ما بتلبسشى (****).........الليبرالى



الأحد، أغسطس ٢٨، ٢٠١١

مذكرات

إهداء:-


أهدى هذه المذكرات إلى صديقتى العزيزة (دينا) لا لفضل لها على، و لكن لأنها كانت قد ذكرتنى بأنه لا يزال عندى مدونة!!



تقديم:-


لم أكن أنوى نشر هذه المذكرات فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان حفاظا على ما تبقى لى من حسنات لم أدركها، و درءا عنى لسيئات كنت قد اكتفيت بالكثير منها و ذلك لما قد يبدو منها من شبهة الغيبة و مظنة الجرسة و يقين فضح ما ستره الله لأشخاص هم الأقرب إلى قلبى (رغم دناءة بعضهم)، و الأحب إلى نفسى (رغم قلة أصل أغلبهم).....و لكن نظرا لاقتراب موعد الانتخابات البرلمانية و ما يتلوها من انتخابات رئاسية (اذا ما مد وعد المجلس العسكرى على استقامته!!) و تصاعد الجدل بين التيارات السياسية المختلفة بما هو فوق الحزام و أدناه، و ادعاء الشرف من بعض فاقديه، و ارتداء ثوب الزعامة من غير أهله.....فقد قررت إرضاء بعض رغباتى السفلية فى تشويه جميع التيارات السياسية بعرض لبعض النماذج الواقعية لأصدقائى من هذه التيارات.... و لكن عملا بقاعدة درء المفاسد و اتقاء الشبهات، و إرضاء لما تبقى لى من ضمير و خلق فقد قررت تغيير بعض الأسماء التى سترد فى هذه الحلقات و ذلك حفاظا على مشاعرهم و تفاديا لإحراجهم و مراعاة لما كنا قد طفحناه ذات يوم من عيش و ملح ، و ذلك مثل استبدال اسم أحمد بسلامة (كله الا زعلك يا احمد!)، و تغيير اسم وائل إلى رشدى (وقانا الله و إياكم شر الفضح و الفضائح!!)....أما وحيد فقد ترك اسمه كما هو من غير تبديل و لا تحريف و ذلك من منطلق أن قلة الأصل مع الندل صدقة!


توكلنا على الله



الحلقة القادمة:-


لى صديق حلوف، بأقوال الرئيس شغوف......الفلولى!

الخميس، يونيو ٠٢، ٢٠١١

بيان عسكرى

نظرا لدقة الموقف الراهن و الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، و عملا على قطع الطريق أمام مروجى الإشاعات و بثاثى (بتتكتب كدة) الفتنة فقد قرر المجلس العسكرى الإعلان عن هذا التعديل الوزارى استجابة لمطالب الجماهير (حححححححححح).....و إذ يقدم المجلس على هذه الخطوة فإنه يفوت الفرصة من دأبوا على اتهام المجلس العسكرى دوما باتخاذ قراراته قبل يوم الجمعة من أجل إجهاض مليونيات التحرير و ذلك استغلالا منهم لطيبة المجلس بمراعاته الحاجات التحتانية لدى المواطن يوم الخميس باتباع هذا التكتيك الخبيث الذى يقضى بإصدار القرارات المصيرية صباحا للتطرية على الشعب مساء..... و على هذا فقد قرر المجلس معاقبة الشعب بالإعلان عن هذا التعديل الوزارى يوم الثلاثاء (و عنكم ما اتكيفتم ليلة الخميس* يا ولاد الجزمة!!) باستحداث الوزارات الآتى ذكرها على النحو التالى:-



وزارة (الفلول): إيمانا من المجلس العسكرى بدور الفلول فى ثورة 25 يناير، و تقديرا منه للدور البطولى الذى تحمله طيلة أيام الثورة بالعمل كشماعة متينة للمجلس العسكرى عوضا عن شماعتى الماس الكهربى و حزب المتخلفين عقليا السابق هرسهما من قبل النظام البائد، فقد قرر الحاكم العسكرى و تحت شعار (آن للفلول أن تستريح) تخصيص حقيبة وزارية مستقلة للفلول بدلا من توزيع أفرادها على كافة الوزارات و المصالح و ذلك لضمان القيام بعملها على الوجه الأمثل.





وزارة (الصلح خير)**: ردا على الاتهامات الموجهة للحكومة بعدم قدرتها على حل المشاكل و الفتن الطائفية إلا عن طريق الجلسات العرفية و المشايخ، فقد قرر المجلس العسكرى استحداث وزارة (الصلح خير ) من أجل قطع ألسنة المغرضين على أن يتم إسنادها للشيخين محمد حسان و صفوت حجازى، و ذلك تقديرا لهما على الدور الرائع الذى يلعبانه فى أشعال الفتن ثم اخمادها.....هذا و سيتم تنسيق العمل بين الوزارة و بين وزارة (الفلول) سالفة الذكر لمنع التداخل فى الاختصاصات على أن يتم العمل بينهما بالتبادل.....الفلول تشتغل يوم و وراها ييجى الصلح تانى يوم على طول!!





وزارة (الوحدة الوطنية): قرر المجلس استحداث وزارة جديدة من أجل توعية المواطنين بأصول الوحدة الوطنية ***من باب الحكى فى المحكى و الفتى فى المفتى، هذا و ستقوم الوزارة بتوزيع بروشورات و بانفليتات مجانية فى الاتوبيسات مصحوبة برسومات توضيحية مبسطة لشرح آداب المعاملة بين المسلم و المسيحى سواء عند التحية أو فى الأعياد أو داخل المواصلات العامة.....هذا و مازال المجلس يبحث عن شخصية يتوافر فيها شرط أن يكون مسلما من أبوين أحدهما سنى و الاخر شيعى، و أن يكون متزوجا من مسيحية لأبوين أحدهما أرثوذكسى و الاخر كاثوليكى، على أن ينجبا ولدا ابن كلب مالوش ملة....كما ينتظر المجلس تحديد موقع الوزارة بعيدا عن الأماكن التى شهدت أحداثا طائفية (و دى مشكلة لأن مافيش حتة فى مصر ماحصلش فيها فتنة طائفية!!)، وإن كان الأقرب هو إقامتها بجانب البالوعة التى حاول فيها مسلم مساعدة قبطى سقط فيها فغرقا معا فى أبلغ مشهد عن الوحدة الوطنية، أو بجانب موقف أتوبيس 712 و الذى حدثت به الحادثة الشهيرة التى قام فيها قبطى بالوقوف لتجلس امرأة مسلمة مسنة!



وزارة(القفا)****: لاحظ المجلس العسكرى فى الفترة الأخيرة تعالى بعض الأصوات التى تندد بأدب اللواء منصور العيسوى الجم فى التعامل، و بعض الأقلام الأخرى التى بدأت فى التذمر من شدة تهذيب الدكتور عصام شرف إلى حد أن كتب أحد الصحفيين مقالا ينادى فيه رئيس الوزراء بأن (يشخط فينا!!) بنص ما كتب، وكتب آخر يشكو من أن سيادة الوزير (طرى حبتين)!.....و إذ ينظر المجلس بعين العطف على هؤلاء الأذلاء من أبناء الوطن الواحد و تقديرا منه للظروف التى مرت بها البلاد فى الثلاثين عاما الأخيرة و التى جعلت البعض يستكثر على نفسه أن يعامل من أحد المسئولين بقدر و لو يسير من الاحترام، فقد قرر المجلس إنشاء وزارة خصيصا من أجل مرمطة المواطنين والمسح بكرامتهم عرض البلاط و ذلك تلبية منه لاحتياجات بعض أفراد الشعب من ذوى الافراز المفرط للغدة المازوخية*****لديهم.....و نظرا لحل جهاز أمن الدولة و حبس وزير تكييف هذا النفر من المواطنين فى طرة، فقد تم اختيار روح المرحوم زكى بدر كوزير شرفى للوزارة على أن يأتى ابنه أحمد زكى بدر ليقبض مرتبه أول كل شهر



وزارة (الحيطة المايلة): اختراع يباهى به المجلس العسكرى جميع الديمقراطيات الحالية (الناشئة منها و الراسخة) بإنشاء وزارة خصيصا للشعب المصرى للتنفيس عن رغباته (المكبوتة منها و المعلنة) فى الشتيمة و الإهانة و مسخرة أى شخص عمال على بطال، و لم يجد المجلس خيرا من الدكتور (يحى الجمل) لإسناد الوزارة إليه و ذلك بعد نجاحه الباهر فى أن يصبح ملطشة لجميع التيارات السياسية (العلمانية منها و الدينية) و التى تركت العمل السياسى و تفرغت كليا لمتابعة أية كلمة مكتوبة أو مسموعة أو مقروءة للدكتور يحى و الرد عليها بما يتيسر من ألفاظ السباب و السخرية....هذا و نظرا للظروف الصحية التى يمر بها سيادة الوزير، فقد تفضل الدكتور صبحى صالح مشكورا بالقيام بنفس المهام خميس و جمعة على أن يعود الدكتور يحى لمباشرة عمله مرة أخرى من بداية الأسبوع



وزارة (السى دى فى يد الجميع) : وزارة برئاسة مرتضى منصور******، من أجل مرتضى منصور و فى سبيل مرتضى منصور....أنشأها المجلس العسكرى بغرض تجميع أكبر قدر من السيديهات و الملفات عن المواطنين لدى المجلس، هذا و يهيب المجلس بأى شخص يملك سيديها أو صورا أو ملفا عن أبيه أو أمه أو أى كلب يعرفه أن يتقدم بها للوزارة فى أقرب فرصة من باب (صور أمك قبل ما يصورها غيرك، أمى أنا؟!!.....آه أمك انت!).....و يا حبذا لو كانت تحتوى على أوضاع جنسية مخلة (على اعتبار ان فيه أوضاع جنسية غير مخلة!!) و ذلك مراعاة للحالة النفسية التى يمر بها السيد مرتضى منصور فى الآونة الأخيرة لأن مراته عند أمها اليومين دول



هدانا الله (فلولا و شعبا) إلى ما يحب و يرضى....و الله الموفق

ححححححححححححححححححححح*******







هوامش



*لما تكبر هاقولك



** الصلح خير قوم نتصالح.......نادية مصطفى



** ما تاخدش فى بالك



**** قالولي ليه تعشق قفا وتسيب قلوب فيها الدفا



*****غدة تقع فى منطقة حساسة مطرح ما كانت الداخلية بتكهرب المواطن



****** كائن فلولى ذو مؤخرة حمراء يعيش على الكلأ و القضايا......موطنه الأصلى المحاكم و شاشات الفضائيات ، من ألقابه الأخرى مرتضى سيديهات و مرتضى ملفات



*******هتاف الجماهير




الجمعة، أكتوبر ٢٢، ٢٠١٠

!!يا تلفزيون يا....ولا بلاش

كنت قد نويت منذ فترة ( و النية على الله) التوقف تماما عن السخرية و التأليس على خلق الله لما عد البعض ذلك من علامات قلة الأدب و انعدام الذوق و سوء الخلق، و لما كنت أحاول جاهدا التخلص من صفتين منهما على الأقل (يكفينى انعدام الذوق فى هذه المرحلة) إضافة إلى ما كلفنى إياه من جزاءات فى المستشفى، و القليل من (التتشات) مع بعض الأصدقاء، إضافة إلى فشل تجربتى ارتباط و ما لا يعد و لا يحصى من المشاكل مع مرضى (سرعة القفز)!!

و رغم نجاحى فى الحفاظ على هذا العهد الذى قطعته على نفسى (باستثناء ما قد يأتى تفصيله يوما فى خناقة البسيونى)، الا ان القدر لا يأبى الا و أن يرجعنى (لأيام الشقاوة) مرة أخرى بظهور ذلك الفيديو اللوذعى للمذيعة الحلزونية الأخت منى الشرقاوى فى شرح و تشريح الفيسبوك .....و اختنا منى الشرقاوى لمن لا يعرفها تعتبر هى مذيعة التوك شو الأولى فى التلفزيون المصرى -من حيث الشكل- حيث تم اختيارها من بين العديد من المذيعات الحجريات وارد مخازن ماسبيرو لتقديم ما يفترض أنه أهم برنامج على التلفزيون الحكومى و هو برنامج (مصر النهاردة) الذى أعد خصيصا لينافس –و يا للعجب- برامج منى الشاذلى و عمرو أديب و معتز الدمرداش..... و لمن يتذكر فقد كان للأخت منى محاولات عديدة فى الكتابة الصحفية أثناء ما يسمى بفترة (السبات التلفزيونى) التى ابتعدت فيها عن العمل بالتلفزيون لتسفر لنا عن تجليات إبداعية جاءت على هيئة مقالات نشرت فى موقع اليوم السابع أتذكر منها ما نشر إبان أزمة ما يسمى بخلية حزب الله و التى كانت تكشف عن ثقافة شديدة الضحالة أليق ب (ست بيت) عن إعلامية من المفترض أن تتحلى بأبسط قواعد المعرفة عما تكتب حيث ظهرت المقالات سالفة الذكر عبارة عن تجميعة لبعض الكلمات الكليشيهية التى سادت فى هذه الأزمة مثل (السيادة، الأجندة، إيران، سوريا، حماس، ....أم العروبة) مع تجميعها مع بعضها بما يلزم من حروف الجر لتكوين مقال يتناسب فى خفته مع ثقافة من تكتبه.

ألطف ما يلاحظه المشاهد – و منذ الدقيقة الأولى – هو كمية الجهل المدقع الذى تسيد الحلقة من أولها لآخرها و عدم الالمام بأبسط تفاصيل الفيسبوك و هو ببساطة شديدة (يعنى ايه فيبسوك!!)، هذا و قد تكونت الحلقة من ضيفين و مذيعة، فأما المذيعة كما أسلفنا فهى منى الشرقاوى زوجة الكاتب يوسف معاطى.....و منعا للخلط فهى (اللى قاعدة فى النص!!) مختفية تحت أطنان من المساحيق و البودرة، أما الضيف فهو شخص أصلع، ثقيل الظل الى حد لا يصدق تعرفه المذيعة بتلك المهنة الهلامية (خبير المعلومات و الشبكات الألكترونية)!! و مؤلف كتاب (الفيسبوك.....عدو أم صديق)، و بغض النظر عن شدة ابتذال العنوان و الذى يذكرك بقصة السلطانية و تاج الجزيرة و هل مرزوق (عدو أم حبيب)....فان أكثر ما سيثير أعصابك هو تلك المسبحة الكهرمانية التى يطوحها أمام الكاميرا طوال الحلقة و التى تتناقض جملة و تفصيلة مع كونه راجل (بتاع شبكات)!!!

أما فاكهة الحلقة و بحق فهى ماما الحاجة التى استضافها البرنامج بوصفها أستاذة جامعية فى علم الاجتماع و التى ستراها تجلس على شمال المذيعة (لو انت فى المقصورة)، أو على يمينها (لو انت فى الترسو)، أو خلفك لو أسعدك الحظ و جلست على حجرها (زى أمك برضه).

نسمى بالله و نبدأ فى مشاهدة الحلقة المكونة من ثلاثة أجزاء مع تحذير شديد لمرضى ضعف القلب و الكبد و الكلاوى، أما مرضى ضعف الانتصاب فلا مانع من مشاهدته بعد تناول قرص فياجرا من أبو تلاتة جنيه (و هنعرف بعدين ليه)

الفيديو الأول (رغبة):-

موضوع (منبثق) من الانترنت (أوعدكم هننبسط)!!

ماحدش ينكر ان الانترنت، والنت عموما أصبح مهم جدا فى حياتنا (على اعتبار ان الانترنت جزء من النت)!!!!

معظم الشركات ابتدت تستخدم (هذا) الانترنت!!!

ابتدت مجموعات يكونوا نفسهم فى مجموعات، كل مجموعة يسموا نفسهم اسم معين! و بيتكلموا فى موضوع معين! و ابتدوا يكونوا (شبه) آراء معينة! حول موضوعات معينة! (حد فهم حاجة معينة)!

ابتدى الموضوع يبقى حميمية شديدة جدا بين المستخدم الفيسبوك و القاعد على الجهاز فى الجهة المقابلة(الواحد يجيب منين صحة ل 200 فريند (نصهم رجالة) عشان موضوع الحميمية الشديدة دى!!)

الفيسبوك هو حجرة من حجيرات شركة جوجل (مش قلتلكم هننبسط!!) و جوجل دى شركة كبيرة بتعتبر دولة داخل أمريكا، ليه بقى دولة (اسمع يا مؤمن) لأنها قوية جدا!! (ركز فى نطقها لجوجل)....و الصور بعد أما بتتشال بتفضل عندهم (فوق) فى الإدارة العامة للفيسبوك (الإدارة العامة لمباحث الفيسبوك).

بالمناسبة......كل هذا (الهطل) فى أول ثلاثة دقايق بس، من غير أى حوار أو مناقشة....المخرج قالها بصى فى الكاميرا و اللى ربنا يفتح عليكى بيه....و الست الصراحة ما قصرتش....عداها العيب والله

بعد أول ثلاثة دقايق تبدأ فى تقديم الحاج (أبو سبحة) و الحاجة (أم من غير سبحة)، ثم تسأل الضيفة سؤالا لا داعى لتكراره هنا لأن أنا شخصيا مش فاهمه!!......لكننى هنا لا بد و أن أسجل إعجابى الشديد برد الدكتورة(اللى من الواضح انهم جابوها من على القهوة خبط لزق) و الذى ينم عن معرفة واسعة ليس بالفيسبوك وحده و لكن بالعديد من مواقع التعارف الأخرى مثل (ماى بليس!) و (هاى فايف دوت كوم)....و بغض النظر أن الدكتورة من الواضح أنها لا سمعت عن ماى بليس (اللى هوة ماى سبيس!!) أو ال (هاى فايف) الا ان إعجابى بها استمر فى التنامى و هى تشرح أوائل معرفتها بالفيسبوك عندما كانت تفتح الميل لتجد رسائل بتقولها خشى عشان (فيه ناس عايزينك!) و هى جملة تتناسب مع شخص هارب من المباحث أو من الديانة أو من كليهما لتفاجأ بأن مافيش حد عايزها و لا حاجة (و هو ما أصدقها فيه فعلا!!) و أن الموضوع هو مجرد حيلة ماكرة من الادارة العليا لمباحث الفيسبوك عشان الناس تخش تتفرج على الاعلانات و البضايع!!.....و هو ما ردت عليها المذيعة فيه بأن الناس بتفرح لما حد يبعتلها يقوللها (تعال زورنى) ....انت ما بتجيش ليه، مش تبقى تيجى!!، و تختتم ماما الحاجة هذا الفاصل من العك التلفزيونى بإعلان أنها (زعلانة من الفيسبوك و مش مبسوطة منه خالص) و هو ما يتماشى مع مبدأ العشم الذى يجب أن يسود بين الشخص و الفيسبوك داعين الله أن يكون هذا الزعل وزة شيطان على أن تعود المحبة مرة أخرى إلى مجاريها ما بين الفيسبوك و الدكتورة

ثم يصل المشاهد فى النهاية الى مفاجأة الحلقة بإعلان السيدة المذيعة أنها (لا عمرها دخلت الفيسبوك و لا فكرت تدخل من اللى بتسمعه) بأسلوب كوميدى يذكرك بواحدة اتمسكت آداب محاولة أن تثبت أنها شريفة و لم تدخل كباريها فى حياتها، مما ينم عن الطريقة التى يتم بها اختيار المذيعين فى التلفزيون المصرى على حسب قدر عقولهم (علاقة عكسية كما هو واضح)

تنقل بعد ذلك المذيعة الى عمو اللى على شمالها لتسأله سؤالا أبلها يتضمن عبارة لوذعية فلنكاتية الا و هى ان العيال دول بيكونوا مجموعات فى جروبس!! ليتحفنا ردا عليها بقوله: و من أضرارها ان الناس قالت ياللا نعمل اضراب و مش عارفة عاوزة تعمل اضراب ليه!!......و هى حقيقة ساطعة سطوع الشمس بأن الناس اللى نزلت فى ستة ابريل لم تكن تدعو لا لنزاهة الانتخابات او لوقف التمديد او التوريث....همة عملوا جروب للاضراب و الاضراب مشى لوحده!

تزهق المذيعة بعد ذلك من رغى الضيف، و من منطلق أنه (لا يفل الرغى الا الرغى) فتوجه كلاما الى الضيف يجعلك تستلقى على قفاك من كثرة الضحك كقولها أن (بنات كتير اشتكولها انهم ابتدوا يبقوا مفتوحين أوى!!!!!!!!).....و هو ما سوف تتداركه لاحقا الادارة العليا لمباحث الفيسبوك (الحجيرة رقم سبعة فى وزارة داخلية جوجل) بأن تضع ملصقا تحذيريا بشريطة حمرا أعلى الفيسبوك بأن استخدامه قد يسبب فقدان العذرية (بشرى سارة لمرضى الضعف الجنسى) و أنها لن تسمح لاحقا بدخول البنات الا بشرط توافر إما قسيمة الجواز أو علبة كوندوم (ديوريكس) على حسب الحالة الاجتماعية!!

ثم يستكمل الضيف رغيه لدقيقتين متواصلتين بسرد كافة الآثام البشرية ليلصقها فى الفيسبوك من سرقة و تزوير و غسيل أموال ثم يختتمها بذكر أنه سبب الفتن الطائفية و أزمة الجزائر (بالاتفاق مع المذيعة) معلنا ان الموضوع بدا من الفيسبوك و انتهى ليفسد علاقة بين دولتين شقيقتين و هو ما يحمل أقصى درجات الاستعباط الاعلامى لأنه و من نفس الاستوديو كان الأخ علاء مبارك يتحدث لنفس البرنامج ( و جميع برامج الفضائيات فى تلك الفترة) مهددا و متوعدا الجزائريين متسببا فى (إذكاء روح الفتنة) التى يتحدث عنها الدكتور، و من نفس الاستوديو قال أحد الدلاديل بأن الجزائر (مابنعرفهاش إلا من نسوانها!!) و لم يرد عليه أحد من الإخوة الأفاضل المذيعين .....و لكن لأن الأخ أبو سبحة لا يجرؤ على ذكر دور نجل الرئيس فى هذه (العركة) فاكتفى بالقول بأن يلصق التهمة بتلك الشخصية الهلامية التى يتحدث عنها الجميع طوال الحلقة ألا و هى (شباب الفيسبوك)!!

ينتقد بعد ذلك الاخ جيمى (أسمه جمال بالمناسبة) ان الفيسبوك بيعلم الاطفال الكذب!! لانه بيشترط ان المستخدم يكون اكتر من تلاتاشر سنة و بالتالى (ركز فى الكلام أعزك الله) فالواد اللى عنده اتناشر هيكذب و يقول انه اربعتاشر .....وبعد ذلك تعود لنا ماما الحاجة بقصة لطيفة عن قضية تم رفعها فى محاكم أمريكا و ذلك لأن بعض (ذوى السوابق فى التحرش الجنسى) قاموا بالتغلغل من خلال الفيسبوك و قاموا باستقطاب الأطفال، مما دفع المدعى العام لولاية نيويورك (غالبا نبيه الوحش) برفع دعوى ضد ادارة الفيسبوك....و معاملة بالمثل سيتم مقاضاة هيئة التليفونات (لاستخدامها فى المكالمات الجنسية بعد الواحدة)، و غرفة صناعة السينما (عشان الولاد بيخشوا يبوسوا جوة)، إضافة الى وزارة التربية و التعليم (لإنشائها دورات مياه فى المدارس يقوم الطلبة فيها بممارسة العادة السرية) و لا ننسى هيئة الطرق و الكبارى لإنشائها كوبرى إمبابة لتسهيل اللى الولاد و البنات بيعملوا مع بعض حاجات وحشة (من تحت منه)!!

يستمر بعد ذلك الحاج أبو سبحة و الحاجة أم شفتشى فى فاصل هزلى آخر بدعوتهم لعمل دورات فى الفيسبوك للآباء لتعليمهم (الوصايا العشر!!) فى التعامل مع الفيسبوك دون ذكر إن كان سيتم عمل (كادر للفيبسوك) أم لا ، و هل هتخش فى المجموع و لا تبقى زى التربية القومية نجاح و سقوط فقط!!

الفيديو الثانى (أورجازم):-

هذا الفيديو يستحقه فعلا من استطاع الصمود و المرور من الفيديو الأول بأقل قدر من الخسائر، أما من وقع منا فنحتسبه عند الله شهيدا داعين الله أن يجعل من الفيديو السلبق مكفرا عن سيئاته و حاطا من خطاياه.

يبدأ الفيديو بعبارة افتتاحية من مذيعة قناة (أبو جهل) الحكومية قائلة بأن الشباب (بيخشوا و بيسيئوا لمصر و همة مش عارفين) دون أى إدراك أن أكبر إساءة لمصر هو وجودها هى و أشباهها على كراسى الإعلام بينما لا يجد من فى قامة حمدى قنديل و ابراهيم عيسى قناة تتحمل برنامجا لهم و لو لساعة أسبوعيا، بينما تسرح وتمرح المذيعة (أم جهل) ثلاثة أيام أسبوعيا على الهواء على أقفية المشاهدين بلا حسيب أو رقيب

تلقى المذيعة جملة أخرى شديدة العبط إلى حد لا يعقل يكشف بأن المذكورة لم تتعامل مع الانترنت (أو النت عموما!!) فى حياتها و أن أقصى جهاز تعاملت معه هو جهاز الأتارى (أبو دراعين) أو على أحسن الفروض كمبيوتر صخر أبو كارتردج حينما قالت أن (أى صورة أو أى معلومة ماعندهومش مانع يبيعوها لأشخاص آخرين بمقابل مادى كبير)..........و من هذا المنبر فإننى أحذر الأخ مهاد بأن صورته مع الرقاصة اللى فى لبنان و هوة حاطط إيده على وسطها هتتباع، و صورتك يا أحمد يا شندويلى و انت بتبص من عالبلكونة هتتباع، و صورتك ياهبل يابن الاهبل يا خليفة اللى خدناها عالكورنيش هتتباع، و صورتك يا نسمة و انتى بتشربى الميلك شيك هتتباع........لكن عزائى ليكم إنها هتتباع بمقابل مادى كبير!!!.....و من كمالة العبط ذكرها هى و الجدع أبو سبحة بأن البروفايلات بتتقفل و ممكن تتباع فى دولة تانية (أى والله)!!.....لا تعليق.

المهم يمضى الحديث، و تظهر مرة أخرى السيدة ذات الرداء الفوشيا ولكن بسؤال شديد الغرابة هذه المرة حين سألت الضيف بحماسة عن (ازاى نحمى الصبية و البنات اللى ماعندهومش وعى أو إدراك.....ازاى نربى فيهم الوعى و نحميهم ازاى).....و وجه الغرابة ليس فى السؤال و لكن فى طبيعة السائل، فعلى ما أظن بأن الدكتورة بتاعة علم الاجتماع جايبينها مخصوص لتجيب على مثل هذه الأسئلة بدلا من التحدث عن ال (ماى بليس) و ال (هاى فايف) التى لا تفقه فيهما شيئا.....لكن واضح ان الدكتورة خربانة من كله!!!.....و على العموم فالأخ أبو سبحة قام بطرح الحل المناسب لهذه المشكلة الا و هو عن طريق اننا (نعلى الوعى بتاع الأمن القومى)!!

الزغلولة الكبيرة.....تلقى السيدة المذيعة بمعلومة بالغة الخطورة الا وهى أن ( جهات مخابراتية هى اللى بتمول هذا الفيسبوك)!!!!، و تتبع هذه المعلومة بنظم قصيدة من الشعر المباحثى (لو فيه بلد عاوزة تختارلها جاسوس....بتضطر تدفع فلوس.....لهذا الجاسوس) معلنة ان الفيسبوك سهل الحصول على الجواسيس ببلاش لأن مستخدميه (بيكشفوا بلدهم، و بيفضحوا بلدهم) و هو ما أمن عليه الجدع أبو سبحة قائلا بأن غرف الشات الخاصة بالعرب بيخشوا عليها الاسرائيليين و هو ما نال استحسان ماما الحاجة أم شفتشى قائلة بأنهم (بيكشفونا و الأضواء بقت علينا) لتخرج علينا المذيعة و الريالة تسيل من فمها قائلة (احنا بقينا جواسيس لبلدنا)....طبعا هى تقصد بأننا أصبحنا جواسيس (على) بلدنا، و لكن أهيف ما يمكننا التعليق عليه لهذه العينة من المذيعين هو الأخطاء اللغوية....فالهانم تتهم كل من يفضح الفساد أو يكشف التزوير بأنه جاسوس لاسرائيل و الغرب و هو ما يستوجب طرح سؤالين منطقيين.....هل العالم اللى برة دى ما تعرفش اللى بيحصل هنا؟؟، و هل اللى بيحصل هنا مش بيحصل بأمر (أو على الأقل برضا) من العالم اللى برة!!

ثم تستمر (أم جهل) فى فاصل من العك منددة بالمجموعات التى تدعو الى التظاهر (اللى هوة حق دستورى أصلا) و الاضراب و التخريب (فعلا شباب الفيسبوك قال عاوزين نكسر فى البلد!) مستشهدة ب 6 أبريل بأنهم قاموا بتكسير ميدان التحرير، و هو جهل ما بعده جهل لأنه بغض النظر عن مدى صحة هذا الاتهام العبيط، إلا ان أحداث 6 ابريل – على حد علمى- وقعت فى مدينة المحلة....و لا أظن أن بها ميدانا يدعى ميدان التحرير!!، و لم تنس -بالمرة- إلصاق نفس التهمة الخالدة (خلود الغباء فى ماسبيرو) بأفراد المعارضة بأن منظمى المظاهرات هم (ناس من برة!!) و هو ما يتماشى مع مذيعة تعيش منذ أيام القلم السياسى!

نعود مرة أخرى لمحبى ماما الحاجة و نبشرهم بأنها أخيرا تكلمت بعد طول انتظار معلنة بأن شباب المظاهرات (مغسول مخهم لأنهم صغيرين و ماعندهومش وعى أو إدراك لأن القراءة بقت هيستورى)....و هو ما نؤمن عليه لسيدة جاءت (كما هو واضح من منظرها) من أعمق أعماق الهيستورى لتتكلم عن الانترنت و الفيسبوك .....و ال (ماى بليس) طبعا!!!، مضيفين بأن جميع الشباب الذى خرج فى المظاهرات و أساتذة الجامعات و الحقوقيين و منظمات المجتمع المدنى هم صبية أقل من تلاتاشر سنة، و لكنهم زرورا كما سبق فى بياناتهم ليصبحوا تلاتين و انت طالع!!

نرجع تانى (فى الفيديو اللى مش عاوز خلص دة) الى الاخت المذيعة فى أحدث الاقتراحات الاعلامية الا و هى نظرية (الفلطرة)، و ما يستتبعها من الأسئلة المنطقية.....فهل نفلطر من فوق (و تحت يزعل!)؟؟، أو نفلطر من تحت (و كدة فوق هيبقى مش متفلطر!)؟؟... و هو ما اتفق عليه أهل العلم بجواز أيهما مادامت الفلطرة مش من ورا (لأنها حرام شرعا)!!....و حيث أن الأخ الضيف هوة خبير شبكات برتبة لواء فقد اقترح وضع قانون مشترك بين وزارات الداخلية و الاعلام و الاتصالات عشان نعرف (نجيب أى حد!) ثم دعا الى اختراع ألمعى لا ينافسه فيه سوى لمعان صلعته الا وهو انشاء فيسبوك عربى بعيدا عن الهيمنة الأجنبية على شرط ان نكون (احنا اللى بنديرها والشباب ييجوا عندنا) و هو كلام يتناسب مع شخص ينوى فتح قهوة أو غرزة، و نحمد الله أنه لم يقترح إضافة بلايستيشن أو ترابيزة بلياردو لجذب المزيد من الشباب!......نترك الكلام قليلا فى نهاية الفيديو و نتفرج قليلا على ال (بودى لانجويج) للمذيعة و هى تتحدث عن ان الشباب يجب أن يدرك انه ممكن يكونوا يضروا بلدهم من غير همة ما يحسوا، و همة مش عارفين مين اللى ممكن يوجههم كدة لحاجات غلط).....عقيمة عقيمة يعنى!!

الفيديو الثالث (احتقان):-

تكمل السيدة (أم جهل) قائلة عن الشباب المستخدم للفيسبوك بأنها ترى أن (فيه حراك ما بينهم)، (تأثيرهم على بعض) و ( تأثيرهم فى المحيت الديأ!!) وهو تصريح غريب يدل على خبرة واسعة فى عالم الفيسبوك و هو ما لا يتناسب إطلاقا مع شخصية لم تدخل فى حياتها مرة واحدة عالفيسبوك و (زعلانة منه) كما قالت!!!، ثم لا تكتفى بالتفاهة فتستزيد بقليل من البلاهة بردها على ماما الحاجة عندما قالت أن التأثير مازال محدودا لمحدودية استخدام الانترنت فى مصر ، حيث ردت بأن (الحمد لله ان استخدام النت فى مصر محدود)!!.....الهانم دى شغلتها إعلامية بالمناسبة!!!......و لا تكتفى السيدة أم جهل بما سبق فتغرف الكثير من العبط فى سكتها قائلة عن مستخدمى الفيسبوك بأنهم (ما بيتفقوش غير فى الشر!!).

و إذا كان من الواضح أن المذيعة لم تدخل الفيسبوك فى حياتها، و أن الدكتورة لم تجلس على جهاز كمبيوتر من قبل، فالأستاذ أبو سبحة أثبت أنه ليس من سكان مصر أصلا عندما قال (من إمتى فيه فتن فى مصر، من امتى بقى فيه استقطاب!!)، و بصفتى أحد اللى بيعدوا على مصر من حين لآخر فإننى أود أن أعرف السيد السائح بأنه فى مصر لا يكره المسلم أحدا قدر كرهه لمسيحى لابس صليب، و قد يطيق المسيحى العمى و لكنه لا يطيق رؤية امرأة منقبة، و لا يكره الزملكاوية أحدا قدر كراهيتهم لجوزيه، و لا يحلو لجمهور لأهلى سب أحد قدر سب أم شيكابالا، و القضاة بيكرهوا المحامين، و المحامين بيكرهوا الضباط، و الضباط بيكرهوا الشعب، و الشعب كاره نفسه.....و كل هذا موجود قبل اختراع الفيسبوك و المدونات و الماى بليس!!

تنهى و الحمد لله (أم جهل) الحلقة معلنة أنها تتمنى ( أن نكون قد استوعبنا كل كلمة إحنا قلناها النهاردة!) و أنها (من أهم الحلقات اللى قدمتها فى حياتى!!) و أنها تحدثت فيها بقلب مفتوح (أى حاجة عن الفيسبوك لازم تبقى مفتوحة كما سبق!!)، ثم أكدت بأن الفيسبوك، ضار جدا بالعلاقات الاجتماعية (بيعمل عقم)، و عادت لتكرر مرة اخرى موضوع الجهات المخابراتية الممولة للفيسبوك ، ثم .....إفراج أخيرا!!

الخلاصة باختصار (عشان أنا إيدى وجعتنى):-

أولا: واضح ان اللى فيه طبع مش هيغيره و لا فائدة من تصنع الأدب مع منهم ليسوا أهلا له!!

ثانيا: التلفزيون بيدى منى الشرقاوى ستين ألف جنيه فى الشهر.....بمعنى ان الهطل الى فوق دة أخدت فيه المذيعة المذكورة خمستلاف جنيه!!

ثالثا: من حق الشعب المصرى أن يفخر ببدء تطبيق القانون رقم 39 لسنة 1975 الخاص بتشغيل نسبة ال 5% من متحدى الإعاقة، و هو ما طبقه السيد أسامة الشيخ بتعيين أول مذيعة متخلفة عقليا فى تاريخ التلفزيون المصرى!!

رابعا: لا أعلم ما هو رد فعل أصحاب صفحة (منى الشرقاوى) على الفيسبوك:http://www.facebook.com/pages/alalamyt-mny-alshrqawy/133889683315756

كل اللى عارفه ان شكلهم بقى وحش قوى!!!

خامسا: مازالت أؤمن بالمثل القائل: اذا كان اللى بيتكلم مجنون فالمستمع عاقل، و اذا كان المذيع أهطل و المعد متخلف و المنتج مش تعبان فى فلوسه.... فحتما و لا بد ان المشاهد سيكون هو الضحية فى النهاية.

سادسا: لا أعترض على النفاق (و هو صفة أصيلة من صفات مذيعى التلفزيون المصرى) قدر اعتراضى على كمية الجهل الذى كان يقطر من كل كلمة جاءت فى الحلقة مطالبا القائمين على التلفزيون المصرى بتمثل تجربتى عمرو أديب و معتز الدمرداش فى النفاق (و ماحدش واخد باله)، و فى الموالسة (و انت بتشتم الحكومة)......اتعلموها يا بهايم!!

سابعا: لسبب لا أعلمه....البوست دة نازل من غير ألوان

و أخيرا: كنت دوما أتساءل عن سر كون معظم المنافقين أغبياء، و أغلبية الموالسين من محدودى الذكاء و فاقدى الموهبة حتى تكفل وزير الداخلية الأسبق (ممدوح سالم) بتفسير هذه الظاهرة عندما سأله الكاتب الكبير الراحل (محمود عوض) عن سر استعانة وزارة الداخلية فى معلوماتها عن الصحافة والمجتمع الصحفى على صحفيين درجة عاشرة و متخلفين مهنيا على حد قوله، فما كان من الوزير إلا أن رد عليه قائلا: إيدى على إيدك.. هات لى واحد ابن ناس وتخرج بتفوق فى جامعته واشتغل بالصحافة معتمدا على كفاءته.. وقل لى بذمتك.. هل يقبل هذا الموهوب أن يصبح «ناضورجى» لحساب الأمن داخل المهنة الصحفية؟......فعلا، هل يقبل أى شخص محترم أن يكون مذيعا لهذه الحلقة....أشك!!