السبت، ديسمبر ١٢، ٢٠٠٩

النقابة و الشعر الأبيض

 

مقدمة لا بد منها

كنت قد أقلعت عن التدوين – من ضمن ما قد أقلعت عنه  فى الفترة الماضية - للعديد من الظروف التى تمنعنى من الجلوس امام الانترنت لفترات طويلة و التى تراوحت ما بين امتحانات الماجيستير و الملل و البواسير...لكن لا بد لى من ان أعترف بأن ما دفعنى للكتابة مرة أخرى هو الانتخابات الجارية الآن فى نقابة الصحفيين و التى استفزتنى لاكتب بوست فى 3 ساعات رغم ان معدل كتابتى الحالى هو بوست لكل 6 شهور!!!


 بادئ ذى بدء فأنا بالطبع لست صحفيا و لا أنتمى لنقابة الصحفيين بحكم عملى كطبيب للأمراض الجلدية و التناسلية -زى مانتو عارفين- (العيادة جنب البنزينة، احد و اربع و خميس ، مع خصم خاص للمدونين ) و بالتالى فكل معرفتى تقع ما بين البنات اللى شعرها بيقع و الرجالة اللى مابيعرفوش ، و ربما كانت العلاقة الوحيدة بينى و بين الصحافة تنحصر فى نشر بوستين من المدونة فى جريدتى الدستور و العربى منذ فترة بعيدة ، كما أزيد بأن علاقتى بالعمل النقابى شبه منعدمة و ذلك لطناشى دفع رسوم النقابه منذ التحاقى بها مع اضافة  اننى انتمى لنقابة مستكينة يجثم على انفاسها نقيب يفوز بالتزكية منذ ثلاثين عاما و لا امل فى تغييره لثلاثين عام قادمة


حلو الكلام!!!....المهم



أعترف – و هو أمر يشق على كثيرا – أننى مازلت لا أفهم سر رغبة الاستاذ مكرم محمد احمد فى أن يترشح للمرة الخامسة نقيبا للصحفيين !!!!

المدهش ان الاستاذ مكرم كان نقيبا لاربع دورات لم يقدم فيها شيئا لا على مستوى الحريات و لا على المستوى الاقتصادى للصحفيين ، متصورا ان خمسين عاما من الصحافة ( أو من النفاق! ) - يجب أن يكافأ عليها بأن يصبح نقيبا للمرة الخامسة !!، دعك بالطبع من أن السيد مكرم من اهم مطبعى الصحافة المصرية، و للرجل تصريحات يرحب فيها بزيارة اسرائيل من أجل خدمة مصر (!!!!!) ، و الود بين الطرفين متبادل....و أزعم أنه ما كانت الدكتورة هالة مصطفى لتدعو السفير الاسرائيلى فى الاهرام (الأهرام....واخد بالك يا سرايا!!) و لا لتضع قدميها فى وجه النقابة مصرحة انه لا احد يستطيع ان يحاكمها على ما فعلته إلا و هى تعلم تمام العلم أن على هذه النقابة (بطحة) تتمثل فى نقيبها الأشوس الذى قابل اسرائيلين من قبل، بل و سافر الى رام الله بتأشيرة اسرائيلية ليقابل عرفات متعللا بأن عرفات ( هوة اللى قاللى، هوة اللى ألح عليا !) ، ليقفز لذاكرتى مشهد ميس ناهد – كانت اسما على مسمى صراحة !!!- عندما قالت لى بعد ان عملت بنصيحة  صاحبى – ابن الجزمة! - و وضعت صباعى فى كبس الكهربا عشان مخى ينور كما قال لى  ( و انت اهبل يا بنى عشان اى حد يقول لك حاجة تعملها)!!!


و الاستاذ مكرم و رغم أنه يمتلك- للأمانة- حدا أدنى من الموهبة يميزه قليلا عما يمكن أن نطلق عليها مجموعة (صحفيى قعر الحلة)  من أمثال السادة عبدالله كمال و القط و كرم جبر و مجدى الدقاق ، ناهيك عن المعجزة الصحفية المسماة بمحمد على ابراهيم ،زيادة على تمتعه ببعض المصداقية الناتجة عن شعره الابيض الناصع و الذى يترك أثرا مهيبا فى نفس المتلقى  (halo effect ), مع صوت رخيم ( أشبه بالغرغرة!) .... نهاية ب(تفتقته)  المستمرة أمام الكاميرا فى جميع لقاءاته التلفزيونية مما يمنح الرجل شعورا ابويا محببا للنفس......... إلا أن الرجل فى النهاية يبقى ضمن مجموعة كتبة النظام (أى نظام!!) لا أكثر و لا أقل  و ذلك رغم إصراره على أن يصف نفسه ككاتب مستقل وغضبه إذا تم وصمه بأنه مرشح الحكومة ، متصورا أن دورانه على جميع الفضائيات و الجرائد مرددا ( أنا مش حكومة و لا وطنى، أنا مستقل و اهبل!!) من الممكن أن يخدع صحفيا مبتدئا، فى الوقت الذى يظهر فيه انتماءه للحكومة واضحا وضوح انتماء حمدين صباحى للمعارضة و احمد عز للحزب الوطنى و ابو تريكة للنادى الاهلى!!



الأغرب ان الاخ مكرم لا يترك مناسبة الا ويصف فيها نفسه بأنه ( أهم كاتب سياسى فى مصر)، و هو ما رد عليه احد الزملاء - و قد كان حاضرا معى وقت أن قرأت هذا التصريح اللوذعى  - بضحكات متقطعة شريرة من فتحتى انفه متحسرا على حال الصحافة التى يصبح فيها مكرم اهم كاتب سياسى فى البلاد !! ...و لا أخفى سرا أن هذه المأثورة كانت  من اهم اسباب شماتتى فى فشله فى الجولة الأولى لانتخابات النقابة ،  فمن المخجل لنقيب نجح بأغلبية مريحة فى الانتخابات السابقة أن يفقد أكثر من نصف اصوات الجمعية العمومية  خلال عامين فقط ،  و العجيب أن الرجل لا يتصرف بحكمة شخص فى الخامسة و السبعين.... فهو دائم الظهور مع شلة (قعر الحلة) فى النقابة رغم ان كل فرد فيها شبهة فى حد ذاته (وهوة أصلا مش ناقص!)،و لا يكاد يمر يوم الا و يتبرع احد افراد هذا الفريق بتصريح أبله أو مقالة هزلية تشد من أزر مكرم و تردح لضياء (على طريقة يا اخوانجى، يا قومجى.، يا بحثجى!)....و يكفيك أن ترى الثقة التى ارتسمت على وجه مفيد فوزى ( حد فاكره؟) بإحدى قمصانه المشجرة الشهيرة عندما سأله المذيع عن مرشحه ليقول فى ثقة تامة و بطريقته الهزلية (قبل النتيجة طبعا!) : مكرم ، محمد ، أحمد،  فول ستوب!!...... و لا مانع من أن تتناول حبة الضغط (البمبى اللى عالريق!) و انت تقرأ ان الاستاذ عبدالله حسن رئيس وكالة انباء الشرق الاوسط شد مكتوبا لجميع مراسلى الوكالة (بحركة اقل ما توصف بها بانها وساخة انتخابات) مفاده أنه يمكنهم العودة لمصر من اجل المشاركة فى الانتخابات (وللعمل جميعا على انتخاب الأستاذ مكرم محمد أحمد، من أجل حياة صحفية أفضل ، هذا وسيصلكم جميعا تذاكر حضور وعودة "القاهرة _ بلد المراسل" اليوم أو غد على أكثر تقدير، حيث يمكنكم مراجعة مدير مكتب شركة مصر الطيران فى البلدان التى تعملون بها جميعا، من أجل تسلمه) و أهه كله على حساب صاحب المحل....... و من الجائز شرعا أن تمنع زوجتك أثناء توحمها عن مشاهدة التلفاز قبل أن ترى سيادة اللواء كرم جبر بسحنته السمحاء - يعنى يرضيك الواد يطلع شبهه!!!– و هو يقول مناصرا مكرم (ملعون استقلال النقابة لو جت على حساب شبابها!!) .لتجد نفسك فى النهاية تسأل الاخ كرم فى حيرة عن علاقة شباب الصحفيين بنقيب سبعينى ترشح للنقابة اربع مرات و يرغب فى الاستزادة بالخامسة !!،..... ورغم ان الناس لا تقرأ روزاليوسف و لا مقالات الاخ عبدالله كمال على اعتبار ان كل ما يكتبه و ما ينطق به هو (وساخة جوف) لا أكثر و لا أقل ، إلا أن المتابع لحملته على ضياء رشوان سيكتشف مدى ابتذال و سوقية المعسكر الذى اتخذه مكرم سندا له ......و ربما لن يتبقى لكى يكتمل الفيلم سوى أن يعلن مرتضى منصور أنه يمتلك سيديها جنسيا لضياء (هوة الفيلم دة مافيهوش نسوان ولا إيه يا ودييييع!!)  أو أن ينتهى بك الحال بأن تقرأ فى شريط أخبار موجة كوميدى نداء (يهيب بالصحفيين الالتفاف حول الاستاذ مكرم نقيبا وحدويا مترفعا فوق الصغائر) فى بيان شبيه بذلك الذى اذيع على القناة وقت هوجة الجزائر!!




الخلاصة ...و البهاريز ....و المفيد ....أننى لا أكره شيئا قدر اللون الرمادى ، و ماجابليش البواسير الا فقعى من عدم تسمية الاشياء بمسمياتها، و الرجالة عندى يا إما رجالة بتعرف يا إما رجالة ما بتعرفش ، و الزمار مابيخبيش دقنه ... و بالتالى فالاستاذ ضياء رشوان ( بدون ردح ) هو مرشح الاستقلال ، والاستاذ مكرم محمد احمد (بدون استهبال) هو مرشح الحكومة ، و على الاخوة الصحفيين (من الآخر) ان يختاروا إما بين مرشح شاب نظيف مثل ضياء ، و بين مرشح هرم ضعيف الذاكرة مثل مكرم ، لا يتذكر ان يرفع بدل الصحفيين الا قبل الانتخابات، و لا يتذكر ان هناك جريدة مغلقة منذ سبعة اعوام ( تسعة عشان خاطر هبة!) يبيت صحفيوها فى النقابة رغم صدور احكام قضائية لصالحهم إلا بعد فتح باب الترشيح ، و لا أرغب فى أن يرشح الصحفى نقيبا من أجل 80 جنيه بدل  ليفاجأ بعد انتخابه بأن كلام الانتخابات مدهون بزبدة تطلع عليه النتيجة يسيح و يجد ميس ناهد بتقوله (و انت اهبل يا بنى عشان أى حد يقولك حاجة تصدقها!!) ، كما أننى أرجو السادة من أعضاء حزب ( المنطلون لا....المنطلون آه) و الذين يقفون فى الظاهر مع ضياء رشوان بينما يجرون من اول قفا أو أول تعيين حكومى ( أيهما أسبق !!!) أن يدركوا أن الحداية مابتحدفش كتاكيت و أنه لا يمكن أن (يتأتى من الخيار أتة!!) ..... وبالرغم من أن ثقتى فى هذه البلد كانت و مازالت و ستظل معدومة!!، إلا أن نتيجة الجولة الأولى فى الانتخابات أعادت لى بعض الأمل فى ان البلد دى ممكن يطلع منها ناس بتفهم، و ان  الواحد وسط الصنان الصحفى السائد ممكن يلاقى حاجة تبل ريقه.... و على هذا فإننى أترقب نتيجة الانتخابات غدا حتى تنتهى سيطرة الاخوة اللى مابيفهموش على النقابة الوحيدة اللى بتفهم فى مصر، و أن تتخلص نقابة المعرفة من السادة اللى( ما بيعرفوش) و الذين أقول لهم.......عنوان العيادة فوق!

معا و من أجل حياة صحفية بلا بواسير

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تحديث

مبروك على مصر صحفييها (فعلا يستاهلوا بعض!!) ، و مبروك على الصحفيين مكرم أفندى كعب الغزال و بالوظته، و مبروك على مكرم النقابة ، و مبروك على الريس و ابنه البلد بحالها......و مبروك عليكم و علينا

!!!!!كدة الحمد لله....مصر بقت شبه ناسها

حكمة اليوم

!!!!يا مفرقين البَدَل....أنا ماخدتش