الأحد، يناير ٢٢، ٢٠١٢

!!البرادعى منسحبا



مبدئيا فقد كنت أظن أن عبادة الفرد صفة لا يختص بها سوى الناصريين، و لكن من الواضح أننى كنت مخطئا و أن تأليه الفرد (من أول عبد الناصر و حتى أبو تريكة) هو عادة متأصلة فى النفسية المصرية بغض النظر عن اختلاف ايديولوجياتهم و مبادئهم!



على العموم لا بد أن أذكر أننى كنت من الموقعين على بيان تأييد البرادعى مرشحا لرئاسة الجمهورية أمام المخلوع قبل الثورة، و عندما قامت الثورة أكبرت للرجل دوره الرائد فى تهيئة الناس لفكرة الثورة (رغم مجيئه متأخرا لها) ، و حتى بعد أن استقريت على تأييدى لمرشح يعمل للناس و لكن (مع الناس)، فقد ظللت أحمل للرجل احتراما كبيرا لدوره النبيل فى قيام الثورة و تعاطفا معه فى مواجهة بعض التيارات الإسلامية ضيقة النظر واضعا تحفظاتى العديدة عليه جانبا، و لكن بعد أن رأيت الطريقة التى انسحب منها و التوقيت الذى اختاره مصاحبا بكل ذلك الندب و العويل الذى أصاب مناصريه و الذى جعلهم أشبه بمجاذيب السيدة فلا مانع فلا بد لى من التساؤل عن بعض النقاط لعلى أكون مخطئا فى حكمى على الرجل!



· لم لا يعترف البرادعى أنه لا يتعارض أن ينظر له الناس كأيقونة للثورة و أول من ألقى حجرا فى البحيرة الراكدة (الجملة التى أصابها الابتذال من كثرة ما رددت) مع أن يرونه مرشحا رئاسيا فاشلا لا يشبههم و لا يشبهونه؟؟!



· لم لا يعترف البرادعى أن شعبيته فى الإعلام (الذى يرمى عليه إخفاقاته دوما) مرتفعة، بينما تتدنى على أرض الواقع، و أنه لو كان تعيين الرؤساء بالإعلام لحكم البرادعى مصر من أول يوم بعد الثورة؟



· لم لا يعترف البرادعى أنه فوجئ بأن الشعب لم يحمله على الأعناق بعد الثورة، و أنه منذ اليوم الذى قذفته بعض الفلول و البلطجية بالحجارة فى المقطم و هو يرتعد من فكرة النزول للشارع أو عقد أية لقاءات جماهيرية (فيها بنى آدمين!)، حتى عندما انسحب و تم إعلان أنه سيقيم مؤتمرا صحفيا فقد تمخض الأمر عن بيان على جريدة ألكترونية و فيديو على اليوتيوب، و لم لا يقر الرجل أنه (ما يقدرش يحط إيده فى الخرة أغوط من كدة)، و أن هذا هو آخر ما يمكن أن يصل إليه فى علاقته مع الشعب المصرى؟



· لم لا يعترف البرادعى أن بعده عن الناس و اكتفائه بالتويتات (التغريدات كما قالها ذات مرة!!) جعلت العديد من مؤيديه (يتسرسبون) واحدا تلو الآخرمن حملته باحثين عن مرشح آخر له علاقة (و لو من بعيد) بهذه البلد!



· لم لا يعترف البرادعى أن أسلوب الأكل على الجاهز لا يناسب مصر حاليا، و أن استراتيجية (هووا عالولعة لحد ماجى) تكاد تكون استراتيجيته المفضلة منذ جاء إلى مصر معارضا للمخلوع؟



· لم لا يعترف البرادعى بأنه لا يمكن أن يكون مجرد الانتساب لليبرالية كافيا ليجعله ديمقراطيا بينما كل من اقتربوا منه و عاملوه لم يجدوا سوى ديكتاتورا لا يسمع سوى نفسه، و لا يرى قرارا صائبا غير قراره؟



· لم لا يعترف البرادعى أن نتيجة الانتخابات التى أظهرت اكتساح التيار الأسلامى هى ما جعلته يعدل عن الترشح خصوصا مع ما واكب ذلك من تكهنات عن رفع يد جماعة الإخوان عنه، لينكشف أنه ما كان ليحصل على كل هذا العدد من الموقعين على بيان تأييده قبل الثورة لولا ما جاء بالأمر المباشر من الجماعة لأعضائها بالتوقيع له،و هو نفس الأمر الذى جعل أيمن نور يقترب من المليون فى انتخابات الرئاسة أمام مبارك!!



· لم لا يعترف البرادعى بأن المستشار هشام البسطويسى(و قدره عظيم) كان أذكى منه بمراحل عندما انسحب (بدرى بدرى) لمعرفته بحجمه الانتخابى (و ليس وزنه الاعتبارى)؟!



· لم لا يعترف البرادعى أن هناك من يناضلون على الأرض (كحمدين و أبو الفتوح)، و هناك من يناضلون من المساجد (كأبو اسماعيل)، و آخرون ينظرون فى الفضائيات (كالعوا)، بينما يبقى هو الوحيد الذى يكتفى بالنضال عن طريق التويتر!



· لم لا يعترف أن كثرة كلامه عن (الإساءة و الكذب و التدنى الخلقى) الذى لا يزال يكرره بمناسبة و بدون مناسبة (و كأنه الوحيد الذى شوه و الوحيد الذى أوذى) أصبح كالاسطوانة المشروخة التى تجعله أشبه بالشحاذ الذى يسترزق بعاهته فضلا عن التدليس الواضح فيها، فأما قبل الثورة فالجميع قد ناله منه ما ناله من تلك الحملة، فمنهم من سجن كصباحى و أبو الفتوح و أيمن نور، و منهم من ألصقت به تهم التزوير و العمالة لأمريكا كأيمن نور، بل و وصل الأمر إلى محاولة تلطيخ سمعة البسطويسى بإلصاق تهم مخلة بالآداب به و ذلك قبل أن يسافر الرجل هربا إلى الكويت، و لم يستفد من هذه الحملة شخص ما قدر استفادة البرادعى نفسه الذى جذب تعاطفا شعبيا و حقوقيا معه نظرا لدناءة الحملة و خستها و ما صاحبها من خوض فى عرض الرجل و شرفه......أما بعد الثورة فلم (يتدلع) شخص ما قدر ما تدلع البرادعى، و لم تدبج المقالات و تسطر الصحف إلا للتغنى بحكمة الرجل و بعد نظره، و لم يتعامل مقدمو التوك شو باختلاف قنواتهم و اتجاهاتهم مع أحد من مرشحى الرئاسة بذلك الأدب و الاحترام (الذى كان يصل فى بعض الأحيان إلى حد التذلل) كما فعلوا مع البرادعى، و كلما تحدث الأخ وائل قنديل عن كلاب الصيد و الثعابين التى تنهش فى جسد البرادعى أكاد أشد فى شعرى كمحمود القلعاوى متسائلا و هو يشد ما تبقى له من شعر.....هية فين التعابين!!!!

فإذا أخذنا لفة فى أجهزة الإعلام المصرية لنبحث عن هذه الثعابين سنجد أن الفضائيات التى يشاهدها الناس ما هى إلا :-

· قناة السى بى سى: بها عبد الرحمن يوسف (المنسق العام لحملته)، و مجدى الجلاد و مظهر شاهين و عادل حمودة (و هم من الداعمين له)، و خيرى رمضان و لميس الحديدى (لا خوف منهم فقد تعلموا جيدا....معاهم معاهم عليهم عليهم)!

· قناة دريم: منى الشاذلى و المسلمانى و الإبراشى (أصدقاء البرادعى)

· قناة التحرير: تكاد تكون من أولها إلى آخرها من البرادعاوية من أمثال إبراهيم عيسى و دينا عبد الرحمن و دعاء سلطان و ما تيسر من المذيعين و حتى فنيى التصوير و عمال البوفيه فى الاستوديو!

· قناة المحور: قام عمرو الليثى بتقديم حلقة تكاد تدخل ضمن نطاق الإعلان الانتخابى الصريح تم تصويرها فى منطقة تل العقارب و فيها يجلس البرادعى مستمعا لسيدة فقيرة و هى تروى محنتها ليقبل رأسها فى النهاية بينما تلعب موسيقى حزاينى فى الخلفية فى مشهد شديد الاصطناع يذكرك بجلوس مبارك فى الخص مع أحد المواطنين ليشرب الشاى!!

·  قناة الأون تى فى: يسرى فودة و باسم يوسف و ريم ماجد و من ورائهم نجيب ساويرس (حبايب البرادعى)!!

· قناة النهار: محمود سعد و حسين عبد الغنى و خالد صلاح (دفاع للصبح عن البرادعى)!!

· التفزيون المصرى: حد لسة يسمع عن القناة الأولى؟؟!!!!



أما بخصوص الجرائد فسنجد:-

· جريدة المصرى اليوم: جريدة ليبرالية يملك جزءا من أسهمها نجيب ساويرس و هو من طليعة المؤيدين للبرادعى، و الرجل له سلطة المنح و المنع و هو ما ظهر فى حجب مقال سابق للدكتور العوا على خلفية التراشق الشهير بين العوا و الأنبا بيشوى و الذى على خلفيته استقال بلال فضل من الجريدة، و تسعون بالمائة من كتاب الجريدة منقسمون بين أعضاء فعليين أو سابقين فى حملته للترشح و فى الجمعية الوطنية للتغيير، و بين متعاطفين مع الرجل بوجه عام، و الأمثلة واضحة بداية بعمرو الشوبكى و حسن نافعة و مجدى الجلاد و مصطفى النجار و انتهاء بخالد منتصر و علاء الأسوانى!!

· جريدة الشروق: لو لم يكن بها سوى وائل قنديل لكفاه، حيث يحمل المذكور سنجة و شومة للدفاع عن البرادعى مستخدما ذات الأسلوب (السعران) الذى كان يستخدمه عبد الله كمال فى تشويه معارضيه بالحط من شأن كل من يعترض و لو ظاهريا على البرادعى، مع إضافة صف آخر من المتعاطفين مع البرادعى مثل عماد الدين حسين و عمرو حمزاوى و أحمد الصاوى الخ!

· جريدة التحرير: شرح قناة التحرير

· جريدة الدستور الأصلى: شرح جريدة التحرير

· الجرائد القومية: هوة حد لسة بيقراها؟؟؟؟؟

و على هذا فلم يبق لمحرك البحث من ثعابين و أحنشة سوى (ثلاثة أسماء) فقط هى التى نجحت فى تشويه البرادعى....أولها خالد عبد الله بتاع (يا واد يا مؤمن)، و ثانيهما حازم شومان بتاع (أمك ما تلبسشى حجاب)، و أخرهم توفيق عكاشة بتاع (تزغيط البط)......همة التلاتة دول اللى مشوهين البرادعى فى الإعلام و ماحدش قادر عليهم؟!!!

.....دول التعابين يا أخ وائل؟!!





· لم لا يعترف مناصرو البرادعى أنفسهم (ألتراس البرادعى) و الذين يتشدقون بحرية الرأى ليل نهار أنهم أكثر فاشية من الإخوان و أكثر تعصبا من السلفيين و هو ما يظهر فى كل هذا الكم من الشتائم بدءا من السباب لهذا الشعب الجاهل (أو شعب العبيد كما يقولون) الذى لا يقدر البرادعى و لا يستحقه، مرورا بالأخت هويدا طه التى ترى أن كل من انتقد الرجل هم من مجموعة من (الواطيين) الذين لا يرقون لمستوى نبل الرجل، و انتهاء بشتم أى شخص كل من تسول له نفسه بانتقاد شعرة من شعيرات البرادعى على الفيسبوك أو تويتر!



· لم لا يعترف البرادعى أن أعضاء حملته أنفسهم كانوا لا يخفون تبرما دائما ما كانوا يحاولون كتمانه من أسلوبه فى العمل المنعزل عن أى اتصال شعبى بالناس والذى كانوا دوما ما (يعيرون) به سرا و جهرا من الجميع، الأمر الذى وضعهم فى موضع السخرية الدائمة من باقى القوى كلما وضع الرجل (تويتة) أو كتب (ستاتس) على الفيس بوك!!



· لم لا يعترف البرادعى أنه عندما جاء مصر فقد تم وضعه فى حجم أكبر من حجمه، و تم تفصيل دور لا يتلاءم مع طبيعة الرجل الشخصية أو العملية عليه مع النفخ المستمر فيه حتى أصبح حقيقة تشبه حقيقة الأمر الواقع!



· لم لا يعترف البرادعى أنه من قلة الضمير (بمناسبة حديثه عن الضمير!) بل و من السفالة و سوء الخلق ما يروج له بعض مؤيديه (و ليس الرجل)من أنه كان المناضل الوحيد أيام مبارك، و أن كل من عارض الرئيس السابق إنما كان معارضا فى السر ثم سار فى ركاب البرادعى، وهو افتئات صفيق على جهد المئات ممن دفعوا من حرياتهم و أموالهم و سمعتهم ما جاء البرادعى ليبنى عليه فى نهاية المطاف مثل عبد المنعم أبو الفتوح و حمدين صباحى و مجدى حسين و حمدى قنديل و محمد أبو الغار و عبد الجليل مصطفى و حسام عيسى....الخ ممن عارضوا المخلوع لثلاثين عاما بينما لم نسمع عن الدكتور البرادعى معارضة أو قدحا فى نظام المخلوع سوى فى السنوات الخمس الأخيرة!



· لم لا يعترف البرادعى و لو لمرة أنه أخطأ بدلا من حديثه المكرر الممجوج من عينة (قلنا من الأول، قلنا من زمان، ماحدش سمع لما قلنا)، و هو ما يتماشى مع رأى معظم من اقترب من الرجل حيث يرونه ديكتاتور يرى نفسه فوق الخطأ!



· لم لا يعترف البرادعى أنه لو كان هناك احتمال فى أن يأتى ثانيا فى انتخابات الرئاسة لما انسحب، و لو كان هناك احتمال لكى يكون ثالثا لفكر مرتين قبل خروجه من السباق، و لكن لأنه ما كان ليكون ثانيا أو ثالثا أو حتى رابعا، فقد انسحب الرجل متعللا بإن الترشح فى الوقت الحالى لا يتناسب مع مبادئه!





· لم لا يعترف البرادعى بأن هذا القرار ليس نتيجة احتكام إلى الضمير كما يدعى و لكن كان الهدف منه (و هذا ظن لا ألزم به أحدا) أن يأتى يوم 25 يناير ليكون الشخصية الوحيدة التى يتغنى الجميع باسمها فى التحرير و المهدى المنتظر الذى ينادى الجميع برجوعه فيكسب (بنطا) على جميع المرشحين الحاضرين ليحقق بذلك فى الميدان فى يوم ما لم يستطع أن يحققه فى الشارع طوال عام كامل!



· لم لا يعترف البرادعى أن مسألة احتكامه إلى الضمير هى حجة (قرعة) مستغلا دماء شهداء محمد محمود و أحداث مجلس الوزراء للتغطية على الهدف الأساسى لانسحابه ألا و هو تيقنه الكامل من أنه خاسر لا محالة فى أية انتخابات تقام الآن لأن شعبية الرجل فى الشارع تكاد تقارب الصفر، و لو كانت دماء الشهداء هى ما حركته لاتخذ قراره هذا منذ أحداث ماسبيرو....من يريد أن يختم على قفاه و يصدق فلا مانع، فالقفا مسئولية حامله!



· لم لا يريح البرادعى نفسه و يريحنا و يعترف بأنه كان عنده طريقين ليسلكهما بعد الثورة لا ثالث لهما: إما أن يحتفظ بقيمته كمصدر إلهام للثورة و يبتعد عن جميع المناصب، و إما أن يطرح نفسه رئيسا لحزب سياسى جديد أو كمرشح رئاسى محتمل- كما فعل- شريطة أن (يشتغل زى الناس) بالنزول للشارع و البدء فى تأسيس قاعدة شعبية له مدعوما باللوبى الإعلامى الهائل الذى يسانده، و لكنه لم يفعل لا هذا و لا ذاك....فلا منه ابتعد و لا منه اشتغل زى الناس!





و فى الآخر يقولك التعابين....هية فيييين التعابين!!!



tr